فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : لا حرج إن شاء الله.
حدث عباس بن المفضل قاضي المدينة قال: حدثني الزبير بن بكار قاضي مكة عن مصعب بن عبد الله قال: دخل الشعبي على بشر بن مروان وهو والي العراق لأخيه عبد الملك بن مروان، وعنده جارية في حجرها عود، فلما دخل الشعبي أمرها، فوضعت العود، فقال له الشعبي: لا ينبغي للأمير أن يستحي من عبده قال: صدقتم، ثم قال للجارية: هات ما عندك، فأخذت العود وغنت:
ومما شجاني أنها يوم ودعت
تولت وماء العين في الجفن حائر
فلما أعادت من بعيد بنظرة
إلي التفاتا أسلمته المحاجر
فقال الشعبي: الصغير أكيسهما - يريد الزير - ثم قال: يا هذه، أرخي من بمك وشدي من زيرك، فقال له بشر: وما علمك، قال: أظن العمل فيهما، قال: صدقت، ومن لم ينفعه ظنه لم ينفعه يقينه.
أرق معاوية ذات ليلة، فقال لخادمه خديج: اذهب فانظر من عند عبد الله (ابن جعفر وكان ضيفه أنزله في دار عياله بالشام) وأخبره بخروجي إليه، فذهب فأخبره، فأقام كل من كان عنده ثم جاء معاوية، فلم ير في المجلس غير عبد الله، فقال: مجلس من هذا؟ قال: مجلس فلان، قال معاوية: مره يرجع إلى مجلسه، ثم قال: مجلس من هذا؟ قال : مجلس فلان، قال: مره يرجع إلى مجلسه، حتى لم يبق إلا مجلس رجل، فقال: مجلس من هذا؟ قال: مجلس رجل يداوي الآذان يا أمير المؤمنين، قال له معاوية: فإن أذني عليلة، فمره فليرجع إلى موضعه، وكان موضع بديج المغني، فأمره ابن جعفر فرجع إلى موضعه، فقال له معاوية: داو أذني من علتها، فتناول العود ثم غنى:
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم
Página desconocida