فالأقسام ثلاثة؛ فقد يكون محبوبًا غير مستعان، وقد يكون مستعانًا غير محبوب، وقد يجتمع فيه الأمران.
فإذا علم أن العبد لابد له فى كل وقت وحال من منتهى يطلبه هو إلهه، ومنتهى يطلب منه هو مستعانه - وذلك هو صمده الذى يصمد إليه فى استعانته وعبادته - تبين أن قوله: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥] كلام جامع محيط أولا وآخرًا، لا يخرج عنه شىء، فصارت الأقسام أربعة:
إما أن يعبد غير الله ويستعينه - وإن كان مسلما - فالشرك فى هذه الأمة أخفى من دَبيبِ النمل.
وإما أن يعبده ويستعين غيره، مثل كثير من أهل الدين، يقصدون طاعة الله ورسوله وعبادته وحده لا شريك له، وتخضع قلوبهم
1 / 52