بسم الله الرحمن الرحيم (١)
وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال الإِمام أبو بكر محمَّد بن العربي، ﵁: هذا أول كتاب أُلِّفَ في شرائع (٢) الإِسلام وهو آخره؛ لأنه لم يُؤَلَّف مثله إذ بناه مالك، ﵁، على تمهيد الأصول للفروع ونبّه فيه على معظم أصول الفقه، التي ترجع إليها مسائله وفروعه، وسترى ذلك، إن شاء الله تعالى، عيانًا وتحيط به يقينًا عند التنبيه عليه في موضعه أثناء الإملاء بحول الله تعالى.
ذكر ابتدائه:
اختلفت مقاصد المؤلفين على ستة أنحاء فمنهم من بدأ بالوحي (٣)، ومنهم من بدأ بالإيمان (٤)، ومنهم من بدأ بالاستنجاء (٥)، ومنهم من بدأ بالوضوء (٦)، ومنهم من بدأ بالصلاة، ومنهم من بدأ بالوقوت (٧)، وهو أسعدهم في الإصابة لأن الوحي والإيمان علم
_________
(١) وفي بقية النسخ بعد البسملة وصلى الله على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم أخبرنا الشيخ الحافظ المحدّث الخطّيب أقضى القضاة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمَّد بن عبد الله بن يوسف بن حُبَيْش ﵁، حدثنا الإِمام الخطيب جمال الإِسلام أقضى القضاة أبو بكر بن العربي، ﵀، إملاء علينا من لفظه بداره بقرطبة، حرسها الله، ونحن نكتب في شهور سنة اثنين وثلاثين وخمسمائة قال: هذا كتاب القبس في شرح موطّأ مالك بن أنس، ﵀، أول كتاب ألف في شرائع الإِسلام.
(٢) قال الشارح في العارضة ١/ ٥: الموطّأ الأصل الأول وكتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب وعليهما بني الجميع كالقُشَيْرِي والتِّرْمِذي.
(٣) وهو البخاري فقال باب بدء الوحي.
(٤) مسلم فقال كتاب الأيمان.
(٥) أبو داود فقال كتاب الطهارة.
(٦) التِّرمذي فقال باب ما جاء في فضل الطهور.
(٧) وهو مالك.
1 / 75