ما هم عليه من عبادة الكواكب من دون الله تعالى١.
وهذه مهارة ودهاء وحكمة منه ﵇، إذ جعلهم بأنفسهم يقيمون الحجة على أنفسهم، ووضع أيديهم على مواطن الضعف منهم، وظهر لهم في موقف الباحث لئلا ينفروا منه، حتى أبطل حججهم، وأظهر باطلهم، وبعد ذلك أعلن لهم عقيدته الحقة، وبراءته منهم ومن شركهم، وولاءه وتوحيده لله تعالى وحده لا شريك له، وثقته به سبحانه، وعدم خوفه مما يشركون، وأن الخوف لهم وفيهم لشركهم بالله تعالى وعبادتهم غيره، وهذه القوة في الحجة والبلاغة في البرهان نعمة وفضل تفضل الله به خليله إبراهيم عليه السلام٢.
وفي هذه الآيات وعد بالأمن والهداية من الله تعالى لنبيه إبراهيم ﵇ ولكل موحد، وذلك في قوله تعالى: ﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾، وقد بين الرسول ﷺ المقصود بالظلم في الآية، حين شق ذلك على أصحابه ﵃ وقالوا لرسول الله ﷺ: وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله ﷺ: "ليس بالذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: