192

Proofs of the Prophet and His Miracles

بينات الرسول ﵌ ومعجزاته

Editorial

دار الإيمان

Número de edición

-

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

الإعجاز لما استطاع التأثير فيهم لأنه قد قامت فيهم بالفصاحة" دولة الكلام ولكنها بقيت بلا ملك حتى جاءهم القرآن" «١» . تحدي الكافرين أن يأتوا بمثله: قال تعالى مبينا عجز الإنس والجن مجتمعين أن يأتوا بمثل القرآن الكريم: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨) [الإسراء: ٨٨] . وهذه الآية مكية، نزلت في وقت قلة عدد المؤمنين وضعفهم، وإقدام النبي ﷺ على هذا الخبر العظيم عن جميع الإنس والجن إلى يوم القيامة أنهم لا يقدرون على الإتيان بمثل القرآن، بل يعجزون عنه، لا يقدم عليه وهو يدعو الناس لتصديقه إلا وهو واثق أن الأمر كذلك، ولا يقدم عاقل على مثل هذا الخبر وهو يشك فيه، في مثل ظرف النبي ﷺ في ذلك الوقت، ولم يكن هذا اليقين حاصلا للنبي ﷺ، إلا بإعلام الله سبحانه له «٢» . وقد تحدى الله الكفار أن يأتوا بمثله إن ظنوا أنه من قول محمد ﷺ، قال سبحانه: فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤) [الطور: ٣٤] . وتحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فقال سبحانه: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) [هود: ١٣] . ثم تحداهم الله أن يأتوا بسورة من مثله فلم يقدروا، وأخبرهم أنهم لن يفعلوا، قال سبحانه: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ

(١) إعجاز القرآن ١٥٧- ١٦٠. (٢) انظر شعب الإيمان للبيهقي ١/ ٥٥ والجواب الصحيح لابن تيمية ٥/ ٤٠٩.

1 / 197