Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah

Medina International University d. Unknown
80

Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah

أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة

Editorial

جامعة المدينة العالمية

Géneros

أخبار الله ﵎ وقد أخبر الله عنه في كتابه وكفى بما يخبر الله تعالى به دليلًا، إذ الخالق سبحانه أعلم بما خلق، ومن أخبار الله ﵎ عن الملائكة، ما جاء في قوله -جل ذكره-: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ (البقرة: من الآية: ٣٠) فقد تضمن هذا الخبر وجود الملائكة ومخاطبة الله تعالى لهم، ومخاطبتهم له ﷾ وهو دليل قاطع على وجود الملائكة، وقال تعالى: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ﴾ (الزخرف: من الآية: ١٩) وفي هذا الخبر ينكر تعالى، ويعيب على المشركين دعواهم أن الملائكة إناث؛ حيث قالوا ما ليس لهم بهم علم. فهل يعقل أن يعاب أو ينكر على غير موجود. وقد قال تعالى أيضًا: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ (النجم: ٢٦) ففي هذا الخبر أن كثيرًا من الملائكة لا تغني شفاعتهم عن أحد شيئًا، وهل يشفع أو لا يشفع غير موجود. وأخيرًا فهل هذه الأخبار الإلهية عن الملائكة -وهي كثيرة جدًا، وكلها تتحدث عن صفاتهم، وأحوالهم، وعبادتهم، وأعمالهم- لا تدل على وجود الملائكة دلالة تكسب اليقين، اللهم بلى. لا شك تدل دلالة واضحة، وتجعل الإنسان على يقين من وجود الملائكة، كما أخبر بذلك رب العالمين. ذكرت قبل قليل أخبار الله ﵎ أما أخبار الرسل عليهم -الصلاة والسلام- عن الملائكة، فهي أيضًا كثيرة جدًّا، ولنكتفي هنا بما تواتر عن خاتم هؤلاء الرسل جميعًا، ألا وهو نبينا محمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه- فقد صح عنه ﵌ أنه قال: «لا تدخل الملائكة بيت فيه كلب، ولا صورة» وقال ﵌: «إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم» وهذه الأخبار الصحيحة الثابتة عن النبي ﵌ لا شك أننا نؤمن بها، ونسلم بها، بأنها وحي من عند الله ﵎.

1 / 90