189

Principles of Invitation and Its Methods 4 - University of Madinah

أصول الدعوة وطرقها ٤ - جامعة المدينة

Editorial

جامعة المدينة العالمية

Géneros

ولذلك أثنى الله ﷿ على كتابه، وبَيَّنَ أنه كتاب الحق والصدق، شرَّع فيه الشرائع، وبين فيه العقائد، وأخبر أنه نزل من عنده ﷾ قال -جل ذكره-: ﴿يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ﴾ (النحل: ٢). ولقد حفظ الله كتابه من التغيير والتحريف والتبديل، وهذه منقبة عظيمة للقرآن الكريم، لم تنلها أي أمة من الأمم، فالكتب السابقة على القرآن الكريم حُرِّفت وغُيِّرت وبُدِّلَتْ، أما كتاب الله ﵎ فالأمر فيه ما قاله منزله ﷾: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: ٩) وهو كتاب يشتمل على الذكر حقًّا، ولذلك أقول للمسلمين: عليكم بالاهتمام والعناية بكتاب الله ﵎ فهو والله، كتاب لم ينزل من عند رب العزة والجلال كتاب مثله بحال من الأحوال، فهو هدى للمتقين، وهو كتاب تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم، كما قال ربنا سبحانه: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ (الزمر: ٢٣). والله ﷿ قد أحكم آيات القرآن الكريم، وأشاد ربنا به في كتابه فقال: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ (هود: ١) وأخبر ﷾ أنه من عنده -جل ذكره- وأنه لو كان من عند غير الله لوجد الناس فيه اختلافًا كثيرًا، أما القرآن فهو من عند الله ﵎ الحكيم الخبير ولذلك أحكم الله آياته فلا تجد فيه تناقضًا أو تعارضًا بحال من الأحوال، ولذلك أوجه القول في نهاية هذا اللقاء لعموم المسلمين، فأقول: عليكم بكتاب الله ﵎ الزموا كتاب الله ﷿ قراءة وتأملًا وتدبرًا وعملًا بأحكام الله ﵎

1 / 201