Principles of Da'wah and Its Methods 2 - University of Madinah
أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة
Editorial
جامعة المدينة العالمية
Géneros
ومن الأحاديث التي تُلزم اللّسان بالصّدق، وتكفّه عن التّحدّث بغير حق: ما يلي:
١ - فعن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ، قال: «مَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخِر، فلْيقُلْ خيرًا أو لِيَصْمتْ!»، متفق عليه.
٢ - عن أبي موسى الأشعري ﵁، قال: يا رسول الله، أيُّ المسلمين أفضل؟ قال: «مَن سلِم المسلمون مِن لَسانه ويدِه»، متفق عليه.
٣ - وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «إنّ العبْدَ لَيتكلّم بالكلمة مِن رضوان الله ما يُلقي لها بالًا، يرفعُه الله بها درجات. وإنّ العبْد لَيتكلّم بالكلمة مِن سخط الله تعالى لا يُلقي لها بالًا، يَهوي بها في جهنّم»، متفق عليه.
٤ - وعن أبي سعيد الخدري ﵁، عن النبي ﷺ، قال: «إذا أصبح ابن آدم، فإنّ الأعضاء كلّها تُكفّر اللِّسان تقول: اتّقِ الله فينا! فإنما نحن بك؛ فإن استقمْتَ استقمْنا، وإن اعوجَجْت اعوجَجْنا»، رواه الترمذي.
ومعنى تكفِّر اللسان: أي تذلّ وتخضع له.
والأحاديث في الأمر بصدْق اللّسان والنّهي عن الكذب كثيرة، فلْيُرْجَع إليها. وللإمام أبي حامد في كتابه "الإحياء" كلام طيّب ومفيد عن آفات اللسان، فليُرجَع إليه.
ممّا سبق، يتبيّن لنا في هذه المحاضرة أهمّيّة صدْق الحديث وقول الحقّ في ميدان الدّعوة إلى الله، وأنه يجب على الدّاعية:
أن يتحلّى بفضيلة الصِّدْق،
وأن يتّصف بالشجاعة في إعلان الحقّ، وأن يتسلح بالإيمان بالله والتّوكّل والاعتماد عليه في منازلة الباطل وحزبه، قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾،
1 / 53