تاريخ الفكر الديني الجاهلي
تاريخ الفكر الديني الجاهلي
Editorial
دار الفكر العربي
Número de edición
الرابعة ١٤١٥هـ
Año de publicación
١٩٩٤
Géneros
وهم بوجه عام متدينون يعيرون الدين أهمية كبيرة، وللمرأة بينهم مكانة محترمة ومقام رفيع، ومن آلهة معين "ود، ونكرح"، وترد أسماء هذه الآلهة الثلاثة في الكتابات المعينية على هذا الترتيب "عشتر، ود، نكرح" في الغالب، وترد بعدها في بعض الأحيان جملة "الالت معن" أي "آلهة معين" أما "نكرح" فيظهر أنه رمز إلى الشمس، وهو يقابل "ذات حمم، ذات حميم" في الكتابات السبئية: وأما "ود" فقد ظلت عبادته معروفة في الجاهلية إلى وقت ظهور الإسلام، وقد ورد اسمه في القرآن الكريم سورة نوح آية ٢٣، وقد تحدث عنه ابن الكلبي: في كتابه -الأصنام- أن قبيلة كلب كانت تتعبد له بدومة الجندل، ووصفه فقال: "كان تمثال رجل كأعظم ما يكون من الرجال، وقد زَبُر١، عليه حلتان متَّزَر بِحُلَّة، مرتدٍ بأخرى، عليه سيف قد تقلده، وقد تنكب قوسًا وبين يديه حربة فيها لواء ووفضة٢ فيها نبل.
وقد نعت "ود" في بعض الكتابات بنعوت مثل "الاهن" "الهن" أي "الإله" و"كهلن" "كاهن" "كهلان" أي القدير المقتدر، وكتب اسم "ود" بحروف بارزة على جدران في القرية "قرية الفاو"، وذلك يدل على عبادته في هذه البقعة.
ويرمز "ود" إلى القمر بدليل ورود جملة "ودم شهرم"، "ودم شهران" أي "ود الشهر" في بعض الكتابات، ومعنى كلمة "شهرم": "شهر"، "والشهر": القمر، وتمثل هذه الآلهة المعينية ثالوثا يرمز إلى الكواكب الثلاثة: الزهرة، والشمس، والقمر٣.
١ زَبُر: أي عظم جسمه. ٢ الوفضة: وعاء من الجلد كالجعبة، أسفلها مستوٍ، يحمل فيها الراعي زاده وأدائه. ٣ الأصنام ص٥، ١٠، ٥٥.
الثاني: الدور السبئي:
يرد ذكر سبأ في النقوش الآشورية التي تذكر أن كلا من "تغلات فلا صر ٧٤٥-٧٢٧ ق. م"، "سنا شريب - سنحاريب"، "أسر صون ٧١٥-٦٨٥ ق. م" أخذ الجزية من "يثعمر وكرب أيلو" من ملوك سبأ.
كما يرد ذكرها في سفر التكوين في التوراة "بلقيس التي تزوجت سليمان كانت ملكة سبأ"، ويمتد عصر سبأ بين: ٩٥٠-١١٥ ق. م. على وجه التقريب١.
ولا تذكر المصادر التاريخية شيئًا واضحًا عن أصل السبئيين، وتقول المصادر العربية:
١ تاريخ العرب ص٩٢، ٩٣.
1 / 106