34

Personality of the Muslim as Shaped by Islam in the Quran and Sunnah

شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة

Editorial

دار البشائر الإسلامية

Número de edición

العاشرة

Año de publicación

١٤٢٣هـ - ٢٠٠٢م

Géneros

فالمسلم الحق الواعي الحصيف هو الذي يوازن بين جسمه وعقله وروحه، فيعطي لكل حقه، ولا يغالي في جانب من هذه الجوانب على حساب جانب، مستهديا بهدي رسول الله ﷺ المتوازن الحكيم، وذلك فيما يروي عبد الله بن عمرو بن العاص ﵁ أن النبي ﷺ علم بمغالاته في العبادة فقال له: «ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قال: بلى يارسول الله. قال: «فلا تفعل، صم وأفطر، ونم وقم؛ فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينيك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا ...» (١). فكيف يحقق المسلم هذا التوازن بين جسمه وعقله وروحه؟. أ - جسمه معتدل في طعامه وشرابه: يحرص المسلم كل الحرص على أن يكون صحيح الجسم، قوي البنية. ولهذا، فهو يعتدل في طعامه وشرابه، لا يقبل على الطعام إقبال الشره النهم، وإنما يصيب منه ما يقيم به صلبه، ويحفظ عليه صحته وقوته ونشاطه، مستهديا بقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (٢). وبقول الرسول الكريم وهديه في الاعتدال في الطعام والشراب: «ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه، فإذا كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه (٣).

(١) رواه البخاري ومسلم. (٢) الأعراف: ٣١. (٣) حديث حسن، أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما، وصححه الحاكم.

1 / 34