ورأى شاعر الإسلام شغفي بالكتاب، فأعارني إياه، رحم الله حافظا الشيرازي يقول:
چو شوقم ديد در شاغر مي أفزود
فكان الكتاب عارية لم تسترد، فلا تزال النسخة عندي ذكرى لأول قراءة في شعر إقبال، وتذكارا للصديق محمد عاكف، وعلى حواشي الكتاب كلمات لعاكف في مواضع إعجابه من شعر إقبال.
ثم أهداني أحد معارفي من مسلمي الهند المقيمين في القاهرة المنظومتين «أسرار خودي» و«رموز بي خودي»، فقرأتهما قراءة المشوق المترقب والوارد الظمآن ، وزدت إكبارا لإقبال، ومعرفة به، وحبا له.
وشرعت أحدث الناس عن إقبال في مجالسي وفي مجلة الرسالة وأحاضر في شعره.
وعرف الناس حبي إقبالا وتشوقي إلى كتبه، فأرسل إلي من يعرفني ما عنده من دواوين إقبال، حتى أهدى إلي صديق في مكة منظومتي إقبال «مسافر» والمنظومة التي عنوانها «پس چه بايد كرد».
ومر إقبال بالقاهرة في طريقه إلى المؤتمر الإسلامي ببيت المقدس، فاحتفلت به جمعية الشبان المسلمين، وحضرت الحفلة، فكلفني أستاذي الشيخ عبد الوهاب النجار - رحمه الله - أن أعرف الحاضرين بالضيف الكريم، فتكلمت وأنشدت أبياتا من شعر إقبال، أحسبها أول ما سمع من شعره في بلاد العرب، ومما أنشدت:
أي كه در مدرسه چوئي أدب ودانش وذوق
نه خورد باده كس إز كارگه شيشه گران
خرد أفزود مرا درس حكيمان فرنگ
Página desconocida