Pauses with the Prophetic Teachings ﷺ for His Companions
وقفات مع أحاديث تربية النبي ﷺ لصحابته
Editorial
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Número de edición
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ
Géneros
فَفِي الحَدِيث عَن أبي ذَر ومعاذ بن جبل ﵄ عَن رَسُول الله ﷺ قَالَ: «اتَّقِ الله حَيْثُمَا كنت وأتبع السَّيئَة الْحَسَنَة تمحها وخالق النَّاس بِخلق حسن» رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح (١) وَقد كَانَ من دُعَائِهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ أَحْسَنت خلقي فَأحْسن خُلقي» أخرجه الإِمَام أَحْمد بِإِسْنَاد صَحِيح عَن عبد الله بن مَسْعُود (٢) وَقد جعل ﷺ أهل الْأَخْلَاق هم خِيَار النَّاس فَفِي الحَدِيث عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ «إِن من خياركم أحسنكم أَخْلَاقًا» مُتَّفق عَلَيْهِ (٣) كل هَذِه الْأُمُور تدل على المكانة الْعَالِيَة الَّتِي جعلهَا الْإِسْلَام للأخلاق.
ثَالِثا: ربط الْإِسْلَام بَين جَمِيع الْعِبَادَات الْمَشْرُوعَة والأخلاق فَالصَّلَاة الْوَاجِبَة جعل الله من مقاصدها النَّهْي عَن الخُلق السَّيئ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِن الصَّلَاة تنْهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر﴾ (٤) فالآية تَشْمَل مَا فحش ونكر من القَوْل وَالْفِعْل وَالزَّكَاة الْمَفْرُوضَة إِنَّمَا هِيَ طهرة من أدران الْبُخْل وَالشح وتعويدها على الْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء قَالَ تَعَالَى: ﴿خُذ من أَمْوَالهم صَدَقَة تطهرهُمْ وتزكيهم بهَا﴾ (٥)
_________
(١) أخرجه التِّرْمِذِيّ ك: الْبر والصلة ب: معاشرة النِّسَاء (٤/٣٥٥ح١٩٨٧٠) وَقَالَ: حسن صَحِيح لَكِن الحَدِيث فِيهِ كَلَام أَشَارَ إِلَيْهِ ابْن رَجَب فِي شرح الْأَرْبَعين لَكِن ورد عَن النَّبِي ﷺ من وُجُوه أخر ذكرهَا ابْن رَجَب فِي (جَامع الْعُلُوم وَالْحكم ص: ١٣٦ الحَدِيث: ١٨) ويتقوى الحَدِيث بهَا.
(٢) الْمسند رقم (٣٨٢٣) وَصَححهُ أَحْمد شَاكر وَقَالَ الهيثمي: رِجَاله رجال الصَّحِيح غير ابْن الرماح وَهُوَ ثِقَة (مجمع الزَّوَائِد: ١٠/١٧٣) .
(٣) البُخَارِيّ بشرح الْفَتْح (١٠/٤٥٦) ك: الْأَدَب ب: حسن الْخلق والسخاء. وَمُسلم
(٤/١٨١٠) ك: الْفَضَائِل ب: كَثْرَة صِيَامه صلى الله عَلَيْهِ وسم.
(٤) سُورَة العنكبوت / آيَة: ٤٥.
(٥) سُورَة التَّوْبَة / آيَة: ١٠٣.
1 / 123