98

Paradise Under Your Feet

الدفاع عن الله ورسوله وشرعه

Géneros

حديث بعثه ﷺ والساعة قال النبي ﵊ فيما أخرجه الشيخان من حديث أنس: (بعثت أنا والساعة كهاتين، قال أنس: وضم السبابة والوسطى). وهذا الحديث يشير إلى تقريب أمرها وسرعة مجيئها، كما صرح بذلك القاضي عياض والقرطبي في التذكرة صفحة (٧٣٢)، وأضاف الصنعاني إلى هذا المعنى احتمالين آخرين، وهما: أن المراد قربها عند الله، أو أن المراد إنما هو قرب أشراطها لا قربها هي، وأنها تأتي بغتة. وقد اختلف العلماء في تعيين المقصود من قوله: (كهاتين. وأشار بالسبابة والوسطى)، والسبابة هي التي يسبح بها، وهي التي تلي الإبهام، وأما الوسطى فهي الأصبع الوسط، ولا شك أن الأصبع الأوسط أطول من بقية الأصابع، فقال البعض: المقصود منه الإشارة إلى قرب المجاورة بين البعثة وقيام الساعة، فإن الساعة إنما تأتي مقاربة ومجاورة لبعثة النبي ﵊، وقال البعض الآخر: إنما المقصود من الإشارة تفاوت ما بينهما طولًا، أي: في مدة الزمن، فليس بين بعثة النبي ﵊ وبين قيام الساعة إلا كما بين السبابة والوسطى من فرق في الطول، ولا شك أنه قصير، وهذا يدل على اقتراب الساعة كذلك، واختار هذا الطيبي والبيضاوي. وقيل: المقصود: ليس بينه وبينها نبي ولا واسطة؛ إذ ليس بعد بعثة النبي ﵊ بعثة ولا رسالة، وكل من ادعى الرسالة أو البعثة أو إنزال الكتب فهو كاذب، وقد حذرنا النبي ﵊ وأخبرنا أنه سيكون قبل قيام الساعة ثلاثون كذابًا، كلهم يدعي أنه نبي.

8 / 14