أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد -
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد -
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٤ هـ
Géneros
على وجه الاقتداء" فهذا إشارة إلى أصل من أصول الاعتقاد عندهم وهو التقية، فعلي عند الشيعة في الظاهر تابع للخلفاء الثلاثة وفي الباطن متبوع لهم، فاتباعه للخلفاء - في نظر المفيد وشعيته - ليس على وجه الاقتداء وإنما على وجه التقية، وليس على وجه الاعتقاد وإنما على وجه الموافقة في الظاهر فقط.
٤- أما قوله: " (١) وهو كتاب الإرشاد أحد المصادر المعتمدة عند الاثني عشرية "اعتمد عليه علماء الإمامية المتقدمين والمتأخرين، واعتبروه من أهم المصادر في موضوعه وأعاروه عناية فائقة وأهمية كبرى (٢) . له؛ حيث قال: "وكانت إمامة أمير المؤمنين بعد النبي ﷺ ثلاثة سنة منها أربع وعشرون سنة وستة أشهر ممنوعًا من التصرف في أحكامها مستعملًا للتقية والمداراة، ومنها خمس سنين وستة أشهر ممتحنًا بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين (٣)، ومضطهدًا بفتن الضالين، كما كان رسول الله ﷺ ثلاث عشرة - كذا - سنة من نبوته ممنوعًا من أحكامها خائفًا ومحبوسًا هاربًا ومطرودًا لا يتمكن من جهاد الكافرين ولا يستطيع دفعًا عن المؤمنين، ثم هاجر وأقام بعد الهجرة عشرة سنين مجاهدًا للمشركين ممتحنًا بالمنافقين إلى أن قبضه الله جل اسمه إليه، وأسكنه جنات النعيم" (٤) .
فوصف التشيع لا يصدق - في نظر المفيد - إلا على من اعتقد
_________
(١) بالاعتقاد بإمامة علي بعد الرسول ﷺ بلا فصل" فهذا مبني على إنكار الشيعة لصحة خلافة الخلفاء الثلاثة، وقد شرح مفيدهم هذه الجملة، وفصل القول فيها في كتاب آخر
(٢) " مقدمة الإرشاد ص: ٧، وانظر في توثيقه عندهم: بحار الأنوار ١/٢٧
(٣) ورد في "معاني الأخبار" لشيخهم ابن بابويه القمي: أن المراد بالناكثين: الذين بايعوا بالمدينة ونكثوا بيعته بالبصرة، والقاسطين: معاوية وأصحابه من أهل الشام، والمارقين: أصحاب النهروان. معاني الأخبار ص: ٢٠٤
(٤) الإرشاد ص: ١٢
1 / 43