السلعة (1) ومضي بها إلي بيته، وجد الدرهم قد سبقه إلي منزله ويجد البائع ذلك الدرهم ورقة آس أو قرطاس أو مثل ذلك الدرهم. وفي وقته أيضا عملت الآنية الزجاج التي توزن، فإذا ملئت ماء أو غيره ثم وزنت لم تزد عن وزنها الأول شيئا. وعمل فى وقته الآنية التي إذا جعل فيها الماء صار خمرا في لونه ورائحته وفعله.
وقد وجد من هذه الأنية باطفيح في إمارة هارون بن خماروية بن أحمذ بن طولون، شربة جزع بعروة زرقاء [ببياض] (2) وكان الذي وجدها أبو الحسن الصايغ الخراسانى هو ونفر معه، فأكلوا على شاطىء وشربوا بها الماء فوجدوه خمرا سكروا منه وقاموا ليرقصوا. [ق 37 ب] فوقعت الشربة فانكسرت عدة قطع، فأغتم الرجل وجاء بها إلي هارون فأسف عليها.
وقال: لو كانت صحيحة لأشتريتها ببعض ملكى.
وأما الآنية النحاسية التي تجعل الماء خمرا، فإنها منسوبة إلي قلوبطرة بنت بطليموس ملكة الأسكندرية.
وفي الوقت أيضا عملت الصور الحيثمية من الضفادع والخنافس والذباب والعقارب وسائر الحشرات وكانت إذا جعلت في موضع اجتمع إليها ذلك الجنس ولا يقدر علي مفارقة تلك الصورة حتي يقتل، وكأنه يعمل أعماله كلها بصور درج الفلك وأسمائها وطوالعها، فيتم له من ذلك ما يريده.
وعمل في صحراء الغرب ملعبا من زجاج ملون في وسطه قبة من زجاج أخضر صافي اللون، فإذا طلعت عليها الشمس ألقت شعاعها علي مواضع بعيدة، وعمل في جوانبه الأربعة مجالس عالية من زجاج، لكل مجلس لون ونقش عليها بغير لونها الأول [ق 38 أ] وعمل طلسمات عجيبة ونقوشات غريبة وصورا بديعة، كل ذلك من زجاج مطبق يشف.
وكان يقيم في هذا الملعب الأيام، وعمل له ثلاثة أعياد في كل سنة، فكان الناس يحجون إليه في كل عيد، ويذبحون له ويقمون فيه سبعة أيام.
Página 52