[سنة ١٩ هـ].
[فتح مصر]
فلما فتح عمر ابن الخطاب ﵁ الشام، ووصل إلى الجابية (١)، وذلك في سنة ثماني عشرة للهجرة أعلمه عمرو ابن العاص بأمر مصر، واستأذنه في الدخول إليها، فجيّش له جيشا وأرسله إلى مصر، وأردفه بجيش آخر وآخر، حتى تكمّل مع عمرو اثنا عشر ألف فارس وراجل، ففتح مصر وملكها في سنة تسع عشر (٢) والإسكندرية في سنة عشرين (٣) من الهجرة النبويّة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، فمكث فيها خمس سنين.
[فتح الفرما]
وكان أول مكان قوتل فيه عمرو ابن العاص من الديار المصرية الفرما، قاتله فيها الروم مدّة شهر، وفتح الله بها عليه (٤).
وكان بالفرما قبطا أعوانا (٥) لعمرو على فتحها بأمر أسقف الإسكندرية، وإرساله إليهم أن لا يقاتلوا المسلمين، فقد نفد ملكهم.
وكان اسم الأسقف يومئذ ميامين (٦).
_________
(١) قال الطبري: «جميع ما خرج عمر إلى الشام أربع مرّات، فأمّا الأولى فعلى فرس، وأمّا الثانية فعلى بعير، وأما الثالثة فقصّر عنها أنّ الطاعون مستعر، وأمّا الرابعة فدخلها على حمار فاستخلف عليها. (تاريخ الطبري ٣/ ٦٠٧، الكامل في التاريخ ٢/ ٣٢٩، ٣٣٠، نهاية الأرب ١٩/ ١٧١، ١٧٢، البداية والنهاية ٧/ ٥٦) وفي فتوح البلدان للبلاذري، بتحقيق د. صلاح الدين المنجد - مكتبة النهضة المصرية، القاهرة (لا تاريخ) ق ١/ ١٦٤ ما يفيد أنّ الخليفة عمر بن الخطاب نزل الجابية وصار إلى إيلياء فأنفذ صلح أهلها. وكتب لهم به، وكان فتح إيلياء في سنة سبع عشرة.
(٢) الصواب: «تسع عشرة». ويراجع: فتوح البلدان ق ١/ ٢٤٩ رقم ٥٢٧ و٥٢٨ و٥٣١.
(٣) فتح الإسكندرية كان في سنة ٢١ هـ. حسب البلاذري في فتوح البلدان ١/ ٢٥٩، بينما أورد ابن الأثير فتح مصر في سنة ٢٠ هـ. وفتح الإسكندرية في سنة ٢٥ هـ. (الكامل في التاريخ، ١٣٨٣). والملفت أنّ ابن عبد الحكم لا يذكر أيّ تاريخ لفتح مصر في كتابه. انظر: فتوح مصر ٢/ ١٣٠ - ١٤٢.
(٤) حسن المحاضرة ١/ ٤٦ و٥٦، وكان فتح الفرما في سنة ١٩ هـ. حسب البلاذري ١/ ٢٤٩ رقم ٥٢٧.
(٥) الصواب: «قبط أعوان».
(٦) حسن المحاضرة ١/ ٤٦ وفيه «أبو ميامين»، ومثله في فتوح مصر ٢/ ١٣٥.
1 / 74