204

../kraken_local/image-254.txt

ومن(32) تظاهر الكاتب منهما بهذا الفن أنه كان يكتب ذات يوم بين الدي القاضي(33) الفاضل، وكان يعلم ان الناس ينهون له عنه ما هوفيه من اذلك، فاتفق ان استدعاه القاضي الفاضل وأمره ان يكتب(34) له كتابأ لبعض الآفاق، فاعتزل ناحية ثم كتب كتابأ بأحمسن خطوأجود لفظوأصع اعنى وأسرع وقت ثم قام يجني على ركبتيه بين يدي القاضي وقال له: (تأصل هذا الكتاب) ، فنظر فيه فإذا هو مما رضيه واستجاده خطأ ولفظا فقال له: (أصبت وأحسنت)، فقال له: (يا مولانا، عندي شيء أقوله)، فقال اله: (قل) ، فقال له : (إذا كنت في خدمتك وخدمة هذا السسلطان، بحيث ايء تجدني قد سبقت إلى الديوان وتنصرف وأنا فيه، وإن أمرتني بكتب تاب كتبته هكذا، وإن أمرتني بعمل حساب أتقنته وحررته، كما في كريم علمك، وان أمرتني بعمل زمام عملته بحيث لا يوجد في كتابك من يعمل مثله، وإن استودعتني سرأ من أسرار سلطانك كتمته وكتبته، فهل يكون عليك أو على سلطانك خلل في أموركم إذا انصرفت إلى منزلي ينيكني فيه امن شئت؟)، فقال له: (لا والله يا أخي)، فقبل الأرض بين يديه ثم خرج امن عنده فوقف على باب الديوان، وفيه رجال الدولة بأسرهم من كتاب ال ل قل ل ال ا ا ا الا ت له ل ومما يحكى من مجالس هذين الشيخين الفاضلين، أن الطبيب منهما اخل ذات يوم على الكاتب في داره، وعنده رجل مشهور بكبر الآلة، كان الطبيب يسمع به ولا يراه ولا يقدر على تحصيله، فلما رآه معه كاد يجن امدا وحنقأ وجلس إلى جانب الرجل بشاحله وينبسط معه ويستعيل طصعا في تحصيله في منزله وقتأ آخر، ففهم الكاتب ذلك وغارمنه فأخذ بيد

Página 262