76

Nuskhat Zubayr

نسخة الزبير بن عدي

Editorial

مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم المجاني التابع لموقع الشبكة الإسلامية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

٢٠٠٤

Géneros

moderno
٧٥ - وَبِهِ عَنِ الْحَارِثِ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا ﵇، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا الإِيمَانُ؟ فَسِّرْهُ لِي، قَالَ: فَقَالَ: " يَا حَارِثُ إِنَّ الإِيمَانَ شَيْءٌ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ ، وَالْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجِهَادِ، قَالَ: قُلْتُ: فَعَلامَ بُنِيَ الصَّبْرُ؟ قَالَ: بُنِيَ الصَّبْرُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى الشَّوْقِ، وَالشَّفَقِ، وَالزُّهْدِ، وَالتَّرَقُّبِ، فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْحُرُمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا تَهَاوَنَ بِالْمُصِيبَاتِ، وَمَنْ رَاقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ. قَالَ: قُلْتُ: فَعَلامَ بُنِيَ الْيَقِينُ؟ قَالَ: عَلَى أَرْبَعٍ شُعَبٍ: عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ، وَتِلاوَةِ الْحِكْمَةِ، وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ، وَسُنَّةِ الأَوَّلِينَ، قَالَ: فَمَنْ أَبْصَرَ الْفِطْنَةَ تَلا الْحِكْمَةَ، وَمَنْ تَلا الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ، وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الأَوَّلِينَ، قَالَ: قُلْتُ: فَعَلامَ بُنِيَ الْعَدْلُ؟ قَالَ: بُنِيَ الْعَدْلُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: عَلَى غَايَةِ الْفَهْمِ، وَرَوْضَةِ الْحِلْمِ، وَزَهْرَةِ الْعِلْمِ، وَشَرَائِعِ الْحِكْمَةِ، فَمَنْ فَهِمَ فَسَّرَ الْعِلْمَ، وَمَنْ فَسَّرَ الْعِلْمَ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحِكْمَةِ، وَمَنْ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحِكْمَةِ حَلُمَ، وَمَنْ حَلُمَ أَبْصَرَ أَمْرَهُ وَعَاشَ فِي الدُّنْيَا حَمِيدًا " قَالَ: فَقُلْتُ: فَعَلامَ بُنِيَ الْجِهَادُ؟ قَالَ: بَخٍ بَخٍ، سَيِّدُ أَعْمَالِكُمْ وَأَسَاسُ دِينِكُمْ وَقَوَامُ أُمُورِكُمْ، فَالْجِهَادُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ: لَيْسَ عَلَى ضَرْبٍ بِالسَّيْفِ وَحْدَهُ، وَلَكِنْ أَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَالصَّبْرُ فِي الْمَوَاطِنِ، وَشَنَآنُ الْفَاسِقِينَ. قَالَ: فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ رَغِمَ أَنْفُ الْمُنَافِقِ، وَمَنْ صَبَرَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى الَّذِي عَلَيْهِ، وَمَنْ غَضِبَ لِلَّهِ وَشَنَأَ الْفَاسِقِينَ غَضِبَ اللَّهُ ﷿ لَهُ "

1 / 76