Origen, desarrollo y madurez de la lengua árabe
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
Géneros
وأما قلبها دالا مهملة فقد قالوا في نهض: نهد، وفي ناهض: ناهد، وفي الضرس: الدرس والحضض والحضد، والنعض والنعد، شجر، واحدته نعدة، ونعضة (عن اللسان) إلى آخر ما عندهم.
وجعلها ذالا معجمة معروف أيضا فقد قالوا: الحضض والحضذ، وغضضت منه وغذذت؛ أي نقصته، ونبض العرق ونبذ، والعضيوط، والعذيوط، ويقال للأحمق: أضوط وأذوط، وضعطه وذعطه أي ذبحه، وهض الشيء يهضه هضا، كسره ودقه، وهذه يهذه هذا : قطعه سريعا، أو هو قطع كل شيء، إلى آخر ما ضارع هذه المفردات الكثيرة.
بقي علينا أن نذكر أصل معنى الضفيرة التي قلنا إنها تعني المسناة، فواضح أن اشتقاقها من ضفر البناء أي بناه. قال ابن الأعرابي: «الضفيرة، مثل المسناة المستطيلة في الأرض فيها خشب وحجارة، وضفرها: عملها، من الضفر وهو النسج، ومنه ضفر الشعر وإدخال بعضه في بعض، ومنه حديث علي: أن طلحة بن عبيد الله نازعه في ضفيرة كان علي ضفرها في واد كانت إحدى عدوتي الوادي له، والأخرى لطلحة، فقال طلحة: حمل علي السيول وأضر بي، ومنه الحديث الآخر: فقام على ضفيرة السدة، والحديث الآخر: وأشار بيده وراء الضفيرة، قال أبو منصور: أخذت الضفيرة من الضفر وإدخال بعضه في بعض معترضا.» ا.ه.
والضفيرة إذن قديمة في العربية، ولو كان عندنا نصوص مكتوبة أقدم من هذه لذكرناها، ويظهر من اختلاف لغات اليونانيين في نقل الضاد إلى لغتهم أنه لا يبعد عن اختلاف لغات العرب فيها، ولعل كل فخذ من أفخاذ قبائل الهلنيين أخذ لغته من الفخذ العربي الذي كان ينطق بذاك الإبدال، وهو أمر غير بعيد؛ إذ المشابهات بينة كل البيان ولا يمكن أن تخفى على أي متدبر لها. (4)
бέρω, бείρω dero, deiro : من أغرب ما أصبناه في معارضة لغتنا باللغتين المؤتمتين أننا وجدنا المشابهة في الأسماء كما وجدناها في الأفعال والحروف، وهذا لم نسمع به البتة، بل هو من أغرب الغرائب، ونحن نذكر هنا مثالا من عشرات الأمثلة لكي لا نحرج الصدور.
الفعل اليوناني الذي صدرنا به هذه المادة يعني سلخ، ولا سيما سلخ الشاة، ثم قال بوازاق: و
δορòς doros
الزق، والأتيكيون يسمونه
бέρρίς, εως dérris-eos .
قلنا الفعل العربي هو هو اليوناني بعينه؛ فقد قال اللغويون: درع الشاة كمنع: سلخها من قبل عنقها ودرع رقبته: فسخها من المفصل من غير كسر، ودرعه تدريعا: خنقه خنقا، ولم نجد في هذه المادة كلمة تدل على الزق، لكنا ظفرنا في مادة «ذرع» بالذال المعجمة ما يفي بالمراد، ولما سبقنا فقلنا إن الدال اليونانية أي:
Página desconocida