237

Nur

النور لعثمان الأصم

Géneros

وأما قولك: إن قوما يعبدون الشيطان. فإن عنيت بالعبادة، أنهم يطيعون الشيطان فصدق وإن كنت تزعم أنهم يتخذونه إلها بطاعتهم إياه، فكذب. ولكنه وليهم. وهم أولياؤه، بطاعتهم إياه، فيما أعد الله عليه من النار. وزعم أنهم لو كانوا يعبدون الله ما عذبهم. وبالله التوفيق.

الجواب: أنهم قد عبدوا الله، ببعض عبادته. وذلك أنهم وحدوه، وأطاعوه ببعض طاعته ولم يعبدوه حق عبادته. وحق عبادته أن يطيعوه فيما أمرهم بتركه، مما أعد لهم من النار، على فعله، ويعملوا ويقولوا جميع ما أمرهم به، مما أعد لمن فعل ذلك الجنة.

غيره:

قال: إن عبادة إبليس ليست عبادة سجود ولكن عبادته طاعته.

فمن طاعته الكذب والزنا واللواطة وشرب الخمر، وأدق من ذلك، حتى الغيبة والنميمة؛ وخيانتك لأخيك في ماله. وبالله التوفيق.

*******

الباب العاشر والثلاث المائة

في خاتمة الكتاب ببداية الهداية وبداية الضلالة

قال المؤلف: فبداية الهداية: أن يطيع الله وحده، ويكفر بالشيطان وحزبه ويخالفه في جميع ما يدعو إليه، مما يورد النار. وتنزه قولك وعملك واعتقادك، من العيوب: دقيقها وجليلها، وأعظمها، وأصعبها، وأوضها.

وعلى المريد الهداية، رفض المدح، وحب السمعة. فما حب المدح والسمعة إلا من الرياء. والله تعالى يقول: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } فما دام المرء في قلبه هذا، فهو غير مهتد.

وبداية الهداية في علاج ذلك: أنه إذا دخل قلبه حب المدح والسمعة. وعرف ذلك من نفسه، نفى ذلك عن قلبه. وعلم أن ليس له عذر، في قبول حب المدح والرياء والسمعة، وإن قل ذلك. ففريضة على المكلفين أجمعين، كراهية المدح وحب السمعة.

وعلى من أحس بذلك، أو بشيء من ذلك في قلبه، أن ينفيه عن نفسه، ويستغفر ربه، من حبه للمدح، وقبوله له. يقول: اللهم إني أستغفرك، وأتوب إليك، من كل ما خالفت فيه رضاك.

Página 237