137

Nur

النور لعثمان الأصم

Géneros

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : اطلعت على الجنة، فرأيت أقل أهلها الأغنياء والنساء. واطلعت على النار، فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء. فلا يطلع إلا على شيء قد خلق وفرغ منه. وبالله التوفيق.

الباب الثالث والخمسون والمائة

في خلود أهل الجنة والنار كيف يبقون كبقاء الله

والحكمة في بقائهم

قال المؤلف: الفرق بين بقاء أهل الجنة والنار، وبقاء البارئ تعالى: إنماء هو - عز وجل - يبقى بنفسه، لا ببقاء مبق أبقاه. فبقى ببقائه باقيا. وأهل الجنة والنار، إنما بقوا ببقاء مبق أبقاهم، فبقوا ببقائه. وهو الله - عز وجل - بقاهم فبقوا ببقاء الله. فلا يقاس بقاءهم ببقاء الله، ولا خلودهم كخلوده - عز وجل - لأنه تعالى خالد بنفسه، لا بخلود مخلد خلده، فخلد بخلوده. وبالله التوفيق.

الباب الرابع والخمسون والمائة

في سؤالات أهل العناد والعنت للمسلمين

إن قيل: هل يعلم الله بجملة نعيم أهل الجنة، وعذاب أهل النار أم لا؟

قلنا: يعلم الله تعالى نعيم أهل الجنة، وعذاب أهل النار، أنه لا نهاية لذلك. فإذا لم يكن لهم أمد ونهاية، فلا يقال: أيعلم الله بأمدهم ونهايتهم؛ لأنهم لا نهاية لهم. وقد علم الله أنهم لا نهاية لهم. فلا يعود ما سبق به العلم أو أخره، إلى علم ثان. وبالله التوفيق.

الباب الخامس والخمسون والمائة

في الرد على من قال: إن الجنة التي دخلها آدم

إنما كانت بستانا من بساتين الدنيا

الدليل على أنها كانت الجنة التي أعدها الله للمتقين: قوله تعالى: { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } بالألف واللام. فلا تكون إلا الجنة المعدة للمتقين، لا غيرها. كما أن من أوصى المسجد، ولم يعرف لأي مسجد، كانت الوصية للمسجد الجامع المعروف.

والدليل على ذلك: قوله تعالى: { اهبطا منها } يعني من الجنة السماوية إلى الأرض السفلية. فأهبطا من السماء إلى الأرض. وبالله التوفيق.

Página 137