198

La élite del enemigo

نخب العدو

Géneros

راجي :

ولكنه البحر يا مجنون، أتريد أن تغرق؟

وسيم :

إذا غرقت فجثتي تشطط برأس بيروت. لا تنس وصيتي، أحرق جثتي، وذر رمادها على تربة تلك الشجرة التي زرعناها يوم تخرجنا. إنما ضع إعلانا كبيرا (يهمس بأذنه، ثم يضحك)

وألا تيبس الشجرة، أما أنت فعش، وامرح، ولا تنس أن تفتح صيدلية في زاوية بيتك، إذ متى كبرت ستحتاج إلى أسبرين وحبوب الحياة للدكتور روس، وقطن، وقطرة لعينيك (يهمس بأذنه، ويضحك)

ستحتاج إلى ذلك أيضا. (صفير) . صفري. صفري أخبري الناس عن العاصفة، ولا تخبريني. أنا الذي أكل العواصف مائة مرة. انظر إلى الأمواج تجن في هجومها على الشاطئ، متدفقة كأنها رجال «سلطان»، حاملة على العدو - أيها البحر، أيها الجواد الصاخب المزمجر، ما هذه بأول مرة أمتطيك وأنت جموح. كم مرة علوت ظهرك، وقد قوسته عاليا عاليا كجبل «الباروك»! وفتحت شدقا عميقا كوادي «حمانا» فالعب، وامرح، وزمجر، وليملأ الجو زبد أشداقك، ففارسك منع الله الخوف عن قلبه. فارسك البدوي عقيل، غير هيابك:

ملأنا البحر حتى ضاق عنا

وماء «البر» نملأه سفينا

عندينا. (ينصرف بالحقيبة) .

راجي (بصمت وجوم، يأخذ القنينة فيكسرها، ثم يتدارك نفسه، فيمسح الخمر بمنديله، ويعصره بفمه، ويرتمي على الكرسي، نابشا شعره صارخا) :

Página desconocida