175

============================================================

الكلام على مقدمة التفتازاني وخلبته الغاية تدخل في المغيا، أو لا تدخل، أرادوا آخره، أو أول ما يليه، تعرف ذلك إذا تأملت مجموع قول أهل اللغة (1) : إن الغاية المدى ، وإن المدية سميت مدية ، لأنه [ج / 12] يكون بها انقطاع المدى، وهو غاية العمر، وفلان أمدى العرب أي أبعذهم غاية في العز، وأمدى فلان أسن، وما في الحديث : "سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء وأمدها ثنية الوداع، والتي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق 8(2). وقولهم : الأمد : الغاية والمنتهى ، وقالوا: نهاية الشيء غايته وآخره ، وناقة نهية - بالكسر ، وكغنية- بلغت غاية السمن، وقوله -: " اليوم المضسمار، وغدا السباق، والغاية الجنة [1/ 13] أو النار 0(3).

هذا ما كان ظهر لي من تتبع استعمالهم للفظ الغاية وما يؤدي معناه، ثم رأيت في الكشاف (9) في البقرة في تفسير قوله - تعالى -: { فاذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمغروف أو فارقومن بمغروف} (5) ما نصه: "والأجل يقع على المدة كلها، وعلى آخرها، يقال لعمر الإنسان : أجل، وللموت الذي ينتهي به : أجل، وكذلك الغاية والأمد، يقول النحويون(6):" من لابتداء الغاية، و" إلى" لانتهاء الغاية* ثم رأيت في شرح الرضي للحاجبية في حروف الجر(7):2 ولفظ الغاية يستعمل بمعنى النهاية، وبمعنى المدى ، كما أن الأمد والأجل - أيضا- يستعملان بالمعنيين، والغاية تستعمل في الزمان والمكان، بخلاف الأمد والأجل فإنهما يستعملان في الزمان فقط (ب / 13) والمراد بالغاية في قولهم : ابتداء الغاية، وانتهاء الغاية: جميع المسافة، إذ لا معنى لابتداء النهاية وانتهاء النهاية" وكلاهما موافق لما كان وقع لي ولله الحمد، وقصر الرضي الأمد على الزمان ليس كذلك : (1) ينظر : الصحاح للجوهري : باب الواو والياء، فصل الغين، غيا ، 6 / 2451، أساس البلاغة للزخشري : باب الغين، غيي ص /694، القاموس المحيط للفيروز آبادي : باب الواو والياء، فصل الغين ، الغياية : 1320 .

(2) رواه : البخاري في صحيحه : كتاب الجهاد ، باب غاية السبق للخيل المضمرة (2870) 338، 339، ومسلم في صحيحه: كتاب الامارة، باب المسابقة بين الخيل وتضميرها (1970) 3 /491ل، وأبو داود ني سته : كتاب الجهاد، باب في السبق، (2576) 29/3 والنسائي في السنن الكبرى: كتاب الخيل، باب إضسمار الخيل للسبق (4409) 4 /320.

(3) أخرجه الطبران في المعجم الأوسط: (3241)307/3، والحاكم في المستدرك:609/4، وقال: هذا حديث صحيح الاستاد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي (4) تفسير الكشاف للزخشري: 1/ 377.

(5) سورة الطلاق : من الآية2.

(6) ينظر : كتاب سيبويه:4/ 231، اوضح المسالك لابن مشام : 21/3، 47 ، شرح ابن عقيل :17،15/2 .

(7) شرح الرضي على الكافية لابن الحاجب : قسم الحروف، تفصيل الكلام على أنواع الحروف، (حروف الجز، الغرض منها، معنى من) /1.

Página 175