Nukat Wa Cuyun
النكت والعيون
Investigador
السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم
Editorial
دار الكتب العلمية
Ubicación del editor
بيروت / لبنان
فقال الحسن: انقلب حيوانًا لحمًا ودمًا، وقال غيره لا يجوز لأن ذلك من آيات الله ﷿ التي لا يُظْهِرُها إلاَّ لمعجزَةِ نبيٍّ، وإنما جعل فيه خروقًا تَدْخُلُها الرِّيحُ، فَيَحْدُثُ فيهِ صوتٌ كالخوار. ودافع من تابع الحسن على قوله هذا، بوجهين: أحدهما: أنه لما قال: هذا إلهكم وإلهُ موسى، فقد أبطل على نفسه أن يدَّعِيَ بذلك إعجاز الأنبياء، فجاز أن يصح ذلك منه امتحانًا. والثاني: أن ذلك لا يجوز في غير زمان الأنبياء، ويجوز في زمان الأنبياء، لأنهم يُظهِرُون إبطاله، وقد كان ذلك في زمان نبيَّيْنِ. واختلفوا في تسميته عجلًا: فقال أبو العالية: لأنهم عَجِلُوا، فاتخذوه إلهًا، قبل أن يأتيهم موسى، وقال غيره: بل سُمِّيَ بذلك، لأنه صار عجلًا جسدًا له خُوَارٌ. ثُمَّ إنهم عكفوا على العجل يعبدونه، فقال لهم هارون من قبل: يا قومِ إنما فتنتم به، وإن ربكم الرحمن، فاتبعوني، وأطيعوا أمري، قالوا: لن نبرح عليه عاكفين، حتى يرجع إلينا موسى. قوله ﷿: ﴿وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ﴾ [طه: ٩٠؛ ٩١]: أما (إذ) فاسم للوقت الماضي، و(إذا) اسم للوقت المستقبل، و(الكتاب) هو التوراة. وفي الفرقان أربعةُ أقاويلَ: أحدها: أن الفُرْقان هو الكتاب فذكره باسمين تأكيدًا، وهو قول الفراء. والثاني: أن الفُرْقَانَ: ما في التوراة من فَرْقٍ بني الحقِّ والباطلِ، فيكون ذلك نعتًا للتوراة، وهذا قول ابن عباس وأبي العالية. والثالث: أن الفرقان النصر، الذي فرَّق الله به بين موسى وفرعون، حتى أنجى موسى وقومَهُ، وأغرق فرعون وقومهُ، وهذا قول أبي زيدٍ.
1 / 121