Nukat Wa Cuyun

Al-Mawardí d. 450 AH
134

Nukat Wa Cuyun

النكت والعيون

Investigador

السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم

Editorial

دار الكتب العلمية

Ubicación del editor

بيروت / لبنان

﴿وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون﴾ قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ: قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾ فيه تأويلات: أحدهما: يعني في أَغْطِيَةٍ وَأَكِنَّةٍ لا تفقه، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد وقتادة، والسدي. والثاني: يعني أوعية للعلم، وهذا قول عطية، ورواية الضحاك عن ابن عباس. ﴿بَّل لَّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ﴾ وَاللَّعن: الطرد والإبعاد، ومنه قول الشماخ: (ذعرتُ به القطا ونفيتُ عنه ... مقام الذئب كالرجل اللعين) ووجه الكلام: مقام الذئب اللعين كالرجل. في قوله تعالى: ﴿فَقَليلًا مَّا يُؤْمنُونَ﴾ تأويلان: أحدهما: معناه فقليل منهم من يؤمن، وهذا قول قتادة، لأن مَن آمن من أهل الشرك أكثر ممن آمن مِنْ أهل الكتاب. والثاني: معناه فلا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم، وهو مروي عن قتادة. ومعنى ﴿مَا﴾ هنا الصلة للتوكيد كما قال مهلهل: (لو بأبانين جاء يخطبها ... خُضَّب ما أنف خاضب بدم)
﴿ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين﴾ قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللهِ﴾ يعني القرآن ﴿مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ﴾ فيه تأويلان:

1 / 157