234

Nujcat Raid

نجعة الرائد وشرعة الوارد

Editorial

مطبعة المعارف

Ubicación del editor

مصر

Imperios
Otomanos
وَهَدَأَتْ ضُلُوعُهُ، وَثَابَتْ إِلَيْهِ نَفْسه، وَارْفَضَّتْ عَنْهُ الْمَخَاوِف، وَأَصْبَحَ آمِنًا فِي سِرْبِهِ.
وَطَمْأَنْته أَنَا، وَسَكَّنْت مِنْهُ، وَسَكَّنْت رَوْعَهُ، وَطَأْمَنْت مِنْ رَوْعِهِ، وَطَأْمَنْت جَأْشه، وَخَفَّضْت جَأْشَه، وَفَثَأْت جَأْشه، وَأَذْهَبْت خِيفَتهُ، وَأَزَلْت حِذَاره، وَآمَنْت رَوْعَته، وَسَرَوْت رَوْعته، وَحَلَلْت عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قَلْبِهِ.
وَتَقُولُ لِلْخَائِفِ: سَكِّنْ رَوْعَكَ، وَخَفِّضْ عَلَيْك جَأْشَك، وَلا تُرَع، وَلا بَأْسَ عَلَيْك.
وَهَذَا أَمْر لا تَقِيَّةَ فِيهِ، وَلا خَوْفَ مِنْهُ، وَلا مَحْذُورَ فِيهِ، وَلا خَطَرَ مِنْهُ، وَلا تَبِعَةَ فِيهِ عَلَيْك، وَلَيْسَ فِيهِ مَا يُتَّقَى، وَلا مَا تُخْشَى عَوَاقِبه، وَلَيْسَ فِيهِ عَلَيْك كَمِين سُوء، وَهُوَ أَمْرٌ سَلِيم الْعَوَاقِب، مَأْمُون الْغَوَائِل.
وَهَذَا أَمْر لا أشْغَل بِهِ بَالِي، وَلا أُوجِسُ مِنْهُ شَرًا، وَلا يَهْجُسُ فِي صَدْرِي مِنْهُ سُوء، وَلا يَجْرِي لَهُ فِي خَلَدِي مَخَافَة، وَلا يَتَمَثَّلُ مِنْهُ فِي قَلْبِي لِلرَّوْعِ خَيَال.
وَيَقُولُ مَنْ كُلِّفَ أَمْرًا يَخْشَى تَبِعَته: أَفْعَلُ كَذَا وَلِي الأَمَانُ؟ وَأَقُولُ كَذَا وَأَنَا آمِن؟ وَهُوَ اِسْتِفْهَام

1 / 224