أدب بلاد المغرب الأقصى وتاريخه ويستخرج النصوص من خزائنها النادرة، ذات المخطوطات النفيسة، ويعرض لنا نماذجها الحسنة. ودراسة شخصياتها المعتبرة، وهو بعيد عن ابتذال القول وضعف الرأي. . . والذي يدرس منا كتاب «النبوغ المغربي» فستدهشه هذه الوفرة الزاخرة من أسماء الرجال والمؤلفات والنصوص، ويتأكد بعدها أن أغلب أصحاب حرفة الأدب عندنا أو حملة العلم في جامعاتنا، لم يسمعوا بها أو يقتنوا من آثارها، أو يحفظوا بعض أشعارها ونثرها، وما عمل المؤلف المفضال، والصديق الكريم إلا صيحة داوية، ودعوة حارة، وغرسًا مثمرًا لجمله الحاضر، ولأجيالنا القادمة في الوطن العربي كافئة، وفي عالم الحضارة العالمية الواسعة، وهذا وصف للمجهود الطائل الذي بذلته في تأليف النبوغ، بقلم أستاذ جامعي يعرف قيمة البحوث المبتكرة التي لم تنسج على منوال سابق.
وكان المرحوم الأستاذ سعيد حجي يعلن عنه في جريدة المغرب عند صدوره بهذه العبارات «حادث خطير في تاريخ المغرب، ظهور كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي، أول كتاب من نوعه، وأوفاه في موضوعه "، وألقي بأحد نوادي سلا محاضرة عنه بعنوان (خطوة عظيمة في تاريخ الفكر المغربي) نشرها في العدد الثامن وما بعده من الملحق الثقافي لجريدة المغرب.
ثم كانت موافقة عجيبة أن أعلن في مصر عن جائزة الدولة قدرها خمسمائة (٥٠٠) جنيه، خصصت لمن يؤلف عن الأدب العربي في القطر المصري، من الفتح الإسلامي إلى العصر الحاضر. . فكتب الأستاذ حجي معلقًا على هذا النبأ بالملحق المذكور ما يلي: «من حسن الصدف أن تهتم وزارة معارف مصر بوضع جوائز عن الأدب المصري في الماضي، في نفس الأسبوع الذي يصدر فيه كتاب مغربي عن الأدب المغربي في ذلك الماضي، فيكون المغرب أسبق إلى تلك المفخرة من كل الأمم الناطقة بالضاد ولكن يجب أن نتساءل ماذا ينال مؤلفنا من تقدير إدارة العلوم والمعارف، وما يستحقه من تشجيع من جمهور المثقفين؟ فنحن نهيب بتلك الإدارة إلى الاهتمام بهذا المؤلف الحافل، ونرجو أن تشتري منه بضع مئات من النسخ تقديرًا لمجهودات مؤلفه الثمينة، وتشجيعًا لمثل هذه المباحث القيمة،، وقد كان الجواب على هذا النداء النبيل هو صدور قرار عسكري بمنع رواج الكتاب، ومعاقبة من تضبط عنده نسخة منه. ونص ما كتبته جريدة السعادة،
1 / 9