نوب حتب :
شكرا لابن آمون الأزلي، رافع لواء العدل والحكمة في بلاده.
فرعون :
لا شك أيها القضاة أن هذا الخطاب بخط الكاهن، بشهادة رسوله وخادمه، فتبينوه جيدا ووازنوا بينه وبين هذين الخطابين تجدوا أن خط الكتب الثلاثة واحد.
الجميع :
نعم يا مولانا هو ذلك، وهو بعينه كاتب الخطابات الثلاثة.
فرعون :
إذا يكون ذلك الخائن قد اقترف جريمة اغتصاب النساء، وعبث بالفضيلة مع سيدات وكل أمرهن إليه، فهو يستحق الإلقاء في الجب لجريمته هذه حسب قوانين البلاد، والويل لك أيها الخائن، ألم تقرأ ما كتبه فتاح حتب الحكيم القديم إذ يقول: «إذا دخلت بيت غيرك فاحذر أن توجه ذهنك إلى نسائه فكم هلك أناس من جراء ذلك» وأنت تدخل بيت الله فتعبث بالفضيلة فيه، ثم تتهم الأبرياء دون أن يؤنبك ضميرك؛ لأنه لا ضمير لك ولا ذمة، فبئس الرجل أنت، وبأفعالك وأفعال أمثالك من الخائنين تخرب البلاد، ولقد تنبأ أبوور النبي القديم بذلك، فقال إن مصر ستنحط فيها الأخلاق، ويسود سفلة الناس، وينحط كرامهم فيطمع فيها الأجانب، ويغتصبون بلادها لسوء أخلاق أهلها، وانغماسهم في الملاهي والفجور، وأنت أول هؤلاء الضعفاء المفسدين، ولهذا كان جزاؤك من هذه المحكمة القتل حرقا وتعذيبا، فخذوه أيها الجنود ونفذوا فيه هذا الحكم جزاء لخيانته وغدره وفجوره، وأنتم أيها الشهود المزورون ماذا تقولون؟
الثلاثة :
وماذا عسى أن نقول يا ابن الشمس المشرقة غير طلب الرحمة والغفران، فقد قضى علينا ذلك الكاهن بآثامه، ولم نكن لنستطيع عصيانه.
Página desconocida