حابي :
إنك عنيدة يا نوب حتب، لا ينفع معك نصح ولا تهديد، وسترين كيف تكون نتيجة عنادك وفلسفتك، يوم تقفين أمام المحكمة الكبرى، ويوم تخرجين منها محكوما عليك بالعار الدائم فتموتين مغضوبا عليك من جميع الناس.
نوب حتب :
لست أندم أن أعاقب ظلما، فلست أول من ظلم في هذا العالم، ولقد سجن قبلي يوسف الصديق لتمسكه بأهداب الفضيلة، ثم هيأ له آمون طريق النجاة، فخرج من السجن إلى إدارة الملك.
حابي :
إذا فتمتعي بخيالك إلى أن يصل إليك ذلك الملك الذي تتخيلين. (يخرج حابي)
نوب حتب :
ما أشد غواية هؤلاء الرجال وأقسى قلوبهم! يعبثون في دور العلم بأعز ما تحرص عليه البلاد، وهو الأخلاق التي لا قوام للوطن إلا بها؛ فهم يضحون بأوطانهم في سبيل شهواتهم، فما أضعف إرادتهم وأوهى وطنيتهم! ولولا مساعدة الغاصبين لأمثال هؤلاء الرجال لما تمكنوا من إفساد الأخلاق في معاهد التعليم نفسها تنكيلا بمصر العزيزة، التي حسد الغاصبون جمالها، وتعلقوا بهواها فحقدوا على أهلها، واستعملوا ضعاف النفوس منهم آلات لتخريب البلاد وإفسادها.
نعم تيم الهكسوس من مصر حسنها
فأرغوا على أهل البلاد وأزبدوا
Página desconocida