سأخبرك بكل شيء يا ماريت رع؛ لتكوني على علم بالحالة تماما، وتستطيعي مساعدتي بما يعن لك من الآراء، علنا نلتمس طريق النجاة، أنت تعلمين ما يقوم به الكاهن الأعظم من إفساد أخلاق معلمات دار النظام سعيا وراء شهواته، وكيف كان يقضي معهن شطرا من الليل فيما تحرمه الآلهة، سواء أكان في هذه الدار المقدسة أم خارجها، وقد أراد أن يصل إلى غايته هذه في مدة رياستي، فرفضت طلبه رفضا باتا، فعول على أن يزور رودوبيس في مخدعها خفية، وأرسل إليها خطابا ولما علمت أن الخطاب من عنده فضضته واطلعت عليه ثم نقلته في خطاب آخر محاكية خطه بدقة، وسلمت الخطاب الذي كتبته إلى رودوبيس، واحتفظت بخطابه الأصلي حجة عليه، وها هو الخطاب أقرؤه عليك الآن؛ لتسمعي ما يقوله ذلك الكاهن، الذي ينظف جسمه مرات عديدة في اليوم ليدخل على آمون في قدس أقداسه طاهر البدن والثياب، وهو ملوث الروح بأفظع القاذورات.
معبودتي رودوبيس
لم تسمح رئيستك اللعينة بدخولي إليكن، وسأنتقم منها شر انتقام، ولكني لا أستطيع أيتها المحبوبة أن أبعد عنك، ريثما أتخلص من تلك الشريرة، ولهذا دفعني الشوق العظيم إلى رؤيتك أن أخاطر وأزورك الليلة عند منتصف الليل تماما، وسأتسلق السور الغربي من حديقة دار النظام، فكوني في انتظاري هناك لأسير معك إلى مخدعك.
عبدك حابي
هذا هو كلام رجل الدين الذي يدعي أنني كفرت بالإله آمون، وهذا هو مقدار إيمانه بالآلهة العظام، يدنس معابدهم ويعيث فسادا في أماكنهم المقدسة.
ماريت رع :
وما الذي تم يا سيدتي في تلك الليلة؟
نوب حتب :
أمرت خاطي بواب الدار أن يسهر في ذلك المكان من الحديقة، وقلت له إنه بلغني أن لصا سيتسلق ذلك السور في منتصف الليل، وفي الساعة المعينة ذهبت إلى مخدع السيدة رودوبيس لأعوقها عن الذهاب إلى ذلك المكان، فوجدتها على أهبة الخروج، فبقيت معها أحادثها بعض دقائق، ثم ذهبت إلى الحديقة، ولما وصلت إلى المكان الذي عينه الكاهن، وجدت أن خاطي قد قبض عليه، ولما تبين وجهه على ضوء القمر وعرفه خاف منه وخر له ساجدا، فذهب الكاهن مسرعا من حيث أتى وسقط منه أثناء هربه صولجانه الكهنوتي، فأخذت الصولجان وحفظته عندي دليلا على جريمته وها هو.
ماريت رع :
Página desconocida