هي فلسفة اجتماعية؛ لأن أرسطاطاليس يبحث فيها مرة عن الجماعة ومرة عن الفرد الذي هو جزء من الجماعة، فأما الفرد الذي لا يتصل بمجموع ما فلم يبحث عنه أرسطاطاليس، وما نحسب أنه قد فكر فيه.
بذل أرسطاطاليس أكثر ما بذل من الجهد في تشييد فلسفته النظرية، ولكن أكثر هذه الفلسفة قد مات الآن، ولم يبق منه إلا نظريات معدودة فيما بعد الطبيعة.
ذلك لأن الطرق العلمية التي سلكها أرسطاطاليس كانت من السذاجة والنقص بحيث لم يكن ينتظر أن تنتهي به إلى نتائج باقية، فكل ما قاله أرسطاطاليس في الطبيعة وخواص الأجسام ليس له الآن قيمة علمية تذكر، أما أصوله فيما بعد الطبيعة فما يزال يعتز بها نفر غير قليل من أصحاب هذا القسم من أقسام الفلسفة.
إنما القسم الخالد الذي لم يكد يفقد شيئا من قيمته ونفعه العلميين فهو القسم العملي.
يمكننا أن نقسم هذه الفلسفة العملية أربعة أقسام:
الأول:
البحث عن الإنسان من حيث إنه جماعة سياسية؛ وهو الفلسفة السياسية.
الثاني:
البحث عن الإنسان من حيث إنه فرد من جماعة له حقوق وعليه واجبات؛ وهذا هو علم الأخلاق.
الثالث:
Página desconocida