Feminismo y Filosofía de la Ciencia
النسوية وفلسفة العلم
Géneros
لديه، جعلته جوهر العقلانية ولم يعد معها مفهوما سيكولوجيا فحسب، بل أيضا اجتماعيا وثقافيا شاملا.
وكان هذا في سياق جهودها لكشف قصور وتحيز مفهوم العقل في الفلسفة الغربية، وتميز العقل النسوي الراجع إلى أن الخيالية أكثر حيوية وحركية وخصوبة لدى المرأة. أمعنت في تأكيد اختلاف النساء عن الرجال من خلال الإيغال في تحليل الخبرة الجنسية وأساليب إجبار المرأة على كبت ميولها الجنسية، وربطت هذا بالتعبيرات اللغوية، حتى تميزت أعمالها بجرأة شديدة جعلتها أقرب إلى الراديكالية التحررية.
لقد بحثت عن تآخ أو توحد بين جنس النساء أنكره التاريخ دائما كما أشارت سيمون دي بوفوار، أرادت وضع المرأة من الخضوع إلى تأكيد الذات، والتحرر من هيمنة المنطق الذكوري، واكتشاف المسار الممكن للأنثوية، وهي على أية حال تقدم مجرد تأويلات، ولا تقدم برامج أو حلولا، وإذا ظل المرء داخل رمزياتها انتهى إلى أن الانحصار داخل اللاوعي وداخل الحدود المفروضة على الأنثى،
64
ولن تنشأ الفلسفة النسوية الشاملة والمنشودة.
ليس التحليل النفسي أهم ما في الأمر، فالنسوية الفرنسية ترتبط في عقر دارها بما استفادت منه إيرجاري وسواها، أي بأقوى تيارات ما بعد الحداثة التي رأيناها لحظة ذهبية للنسوية ارتفعت بها إلى مدارج التنظير، شهدت - كما رأينا مثالا مع هاراوي - اختراق الحدود التقليدية، بين النظرية والممارسة ... الفن والحياة ... المعياري والواقعي ... ثقافة الصفوة وثقافة الجماهير ... الذات والموضوع ... إلخ، مما فتح الباب إلى ما هدفت إليها النسوية دائما؛ أي خلخلة التصنيفات القاطعة للبشر، من أجل زعزعة الوضع التراتبي للذكورة والأنوثة، تجلت ما بعد الحداثة مع فلاسفة فرنسا أمثال ليوتارد وأيضا بارت وليفيناز ودريدا ... رولان بارت (1915-1980م) صاحب مقال «موت المؤلف»، وبالتالي ميلاد القارئ المساهم في معنى النص، أما جان فرانسوا ليوتارد صاحب كتاب «الشرط ما بعد الحداثي» الذي أشرنا إليه آنفا فهو أقدر من جسد روح ما بعد الحداثة، الروح التي تستشعر الظلم والقهر والتفاوت والحروب والمجاعات ... إلخ المتفشية في العالم، والتي تعني أن الحداثة لم تستطع تحقيق أهدافها ولم يعد من الممكن بعد كل هذا انتظار المستقبل السعيد الذي وعدت به.
لقد وصلت الحداثة إلى طريق مسدود، يعني نهاية أفكارها ومنطلقاتها التي جسدها العقل التنويري، نهاية أفكار التقدم الخطي المطرد نحو الحقيقة والمزيد من العدل والحرية، ارتكانا على العقل والعلم الوضعي، ما بعد الحداثة ليست مرحلة محددة أو اتجاها معينا، إنها منطق حضاري للحظة راهنة تنقض التسليم بكل هذا وبكل الأفكار المطلقة، وتبحث عن البديل وما فات الحداثة ليجعل مشروعها فاشلا في تحقيق ما وعد به.
تركت هذه التوجهات النظرية العميقة لما بعد الحداثة في فرنسا تأثيرها على النسوية، استفادت من «مركزية العقل»
logocentrism
مع جاك دريدا، وتحولت مع النسوية إلى «مركزية العقل القضيبي»
Página desconocida