Nisbah wa-Mansub
نسبة ومنسوب
Editorial
بدون ناشر
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
Géneros
قالت: لا. ... قال: ولا التمر؟، قالت ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ هذه الآية: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ (١)
قال: فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إليّ فقدمت عليه فدخلت، والربيع قائم على رأسه، فاستدناني وقال: يا عبد الرحمن بلغني أنك كنت تفد إلى بني أمية؟ قلت: أجل، قال: فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا حتى وصلت إلينا؟ قال: فقلت يا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيّئة وظلما فاشيا، ووالله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور والظّلم إلّا ورأيته في سلطانك، وكنت ظننته لبعد البلاد منك، فجعلت كلّما دنوت كان الأمر أعظم، أتذكر يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدّمت إليّ طعاما ومريقة من حبوب لم يكن فيها لحم ثم قدّمت زبيبا، ثم قلت: يا جارية عندك حلوى؟ قالت: لا، قلت: ولا التمر؟ قالت: ولا التمر، فاستلقيت ثم تلوت: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ فقد والله أهلك عدوّك واستخلفك في الأرض، فينظر ما تعمل؟، قال: فنكّس رأسه طويلا ثم رفع رأسه إليّ وقال: كيف لي بالرجال؟ قلت: أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن الوالي بمنزلة السّوق يُجلب إليها ما ينفق فيها، فإن كان برّا أتوه ببرّهم، وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم؟ فأطرق طويلا، فأومأ إليّ الربيع أن أخرج، فخرجت وما عدت إليه، وتوفي عبد الرحمن بن زياد سنة (١٥٦).
وسحنون بن سعيد الإفريقي، من فقهاء أصحاب مالك، جالس مالكا مدة، وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهره فيها، وتوفي سنة (٢٤٠) وقيل: سنة (٢٤١) (٢).
(١٣٥) النسبة: الأفشواني، نسبة إلى أَفْشَوَان: بفتح الهمزة، وسكون الفاء، وفتح الشين، وواو، وألف، ونون: من قرى بخارى على أربعة فراسخ "٢٧ كم" منها
(١) من الآية (١٢٩) من سورة الأعراف .. (٢) معجم البلدان ١/ ٢٢٨، ٢٣١.
1 / 62