21
منذ ثلاثين عاما وبدئها بالرجوع إلى سابق عهدها، وهلم جرا.
ذلك ما يفصله الزنجي الشاب لأبيه الشائب، والشاب الزنجي هذا قد تسلم من مكتب البريد كتبا وقرأ صحفا فعلم تضاعف صادرات أوغندة في عشر سنين وتناقص ثمن ما يصدر إلى نصف ما كان عليه، وهل ضجر البيض من ذلك؟ ومما قرأه أيضا أن العامل الأبيض يكسب أربعين جنيها في كل شهر، وأن زميله الأسود الذي يقوم بعمل مماثل تقريبا لا ينال غير أربعين شلنا، والأبيض هو سيد العالم، واحتياجات الأبيض أكثر من احتياجات الأسود لا ريب، ولكن هل لديه منها ما يزيد على ما لدى الأسود عشرين ضعفا؟ وكيف لا يشعر كاتب البريد الأسود بقدره حينما يخدمه الأبيض واقفا في مخزنه فلا يروق الأسود نسيجه فيعرض عنه فيجذب الأبيض إليه نسيجا آخر راجيا أن يقدم على ابتياعه؟ وهذا الأبيض هو الذي يأنف من الجلوس مع الأسود حول مائدة واحدة أو أن يلعب معه لعبة كرة القدم.
وقد يأتي يوم على كاتب البريد ذلك يجرب فيه عن كثب مسدسا علمه أخوه الشرطي كيفية استعماله، ويمكن ذلك الكاتب أن يحسب وجود ألفي أبيض في هذا البلد الواسع مبعثرين بين ثلاثة ملايين ونصف مليون من الزنوج الذين يعرفون كيف يصطادون الفيل والنمر والذين كان آباؤهم أهل قتال، ومن المحتمل أن يضع شعب فطري - له مثل تلك الحيوية ومثل تلك الحضارة الطبيعية التي هي على شيء من النمو - يده ذات يوم على الزراعة التي أدخلها البيض إليه، وأن يسترد أولاده كالأيكة البكر تلك.
الفصل التاسع
في منبع النيل وبالقرب من المساقط يوجد عمود من صوان رمادي يحمل لوحا مكتوبا عليه: وجد سبيك منبع النيل هذا في سنة 1862، وإلى ذلك اللوح تؤدي طريق طويلة من خلال غابة التاريخ البكر.
وما أكثر الأمم التي جدت في رياد هذا النهر! ومن الرواد الخمسة كان سبيك وغرانت
1
وبيكر
2
Página desconocida