ومن الطبيعي أن يظل عاطلا من الحراثة والثقافة ذلك البلد ذو الجبال الموحشة، والذي تتحول طرقه في كل صيف إلى أنهار، والذي يسيطر عليه أشراف متحاربون يحافظون على أنفسهم بجيوش من العبيد، ولا يطمئن الفلاح إلى الغد ولا يعرف مصير أرضه فيثير طرفا من الحقل متراخيا ويلجأ إلى أحد المخابئ التي تكثر في البراكين الهامدة، وتنمو البسالة والقسوة هنالك تحت ظل نصرانية مشذبة تشذيبا غليظا.
وما تبصره من ندوب
3
كي
4
كثيرة في الأولاد فينم على الأسلوب الذي يلقنون به الشجاعة، والبطل هو الذي يمسك في يده عصافة
5
ملتهبة أو خشبة مشتعلة في أطول زمن ممكن، وإن التينيا،
6
التي جعل الإفراط في أكل اللحم النيئ والقذارة منها مرضا قوميا، هي من كثرة الشيوع ما يعد بعض القبائل عدم وجودها أمرا مخزيا.
Página desconocida