152

لا يقال : هذا الدليل قائم بعينه في الإمكان. لأنا نقول (1): الإمكان صفة للممكن، فيتأخر عنه بالذات ، والممكن متأخر عن (تأثير المؤثر فيه الذي هو الايجاد والايجاد متأخر عن) (2) الاحتياج المتأخر عن علته ، فلو كانت العلة هي الإمكان ، لزم تقدم الشيء وهو الإمكان على نفسه (3) بمراتب ، فيلزم خروج الإمكان عن العلية بعين ما خرج به الحدوث.

لأنا نقول : لا نسلم قيام الدليل في الإمكان ، لأن قوله : «الممكن متأخر عن تأثير المؤثر فيه» غلط ، بل إنما يتأخر في وجوده أو عدمه عنه المتأخرين عن ذاته ، وبسببهما احتاج الممكن إلى المؤثر ، ثم إلى علة الاحتياج (4).

احتجوا بوجوه.

** الأول :

والتالي باطل ، لأن العدم نفي محض ، فلا يتحقق فيه التأثير ، لأن العدم ليس بأثر فلا تأثير ، والشرطية ظاهرة.

** الثاني :

يأتي ، فالمقدم مثله ، والشرطية ظاهرة.

** الثالث :

** والجواب عن الأول :

الوجود هي علة العدم ، لكن إن حضرت أثرت الوجود ، وإن عدمت أثرت العدم ، وكونه نفيا محضا ، لا ينافي تميزه باعتبار نسبته

Página 155