Nihayat al-Zayn fi Irshad al-Mubtadi'in
نهاية الزين في إرشاد المبتدئين
Editorial
دار الفكر - بيروت
Número de edición
الأولى
Géneros
وبسطة من رجل معتدلهما أي قدر قامة رجل رفع يديه مبسوطتين فوق رأسه وذلك أربعة أذرع ونصف على المعتمد ثم إن كانت الأرض صلبة فالأفضل أن يجعل له فيها لحد بأن يحفر في أسفل الجانب القبلي منها قدر ما يسع الميت ويستره وإن كانت الأرض رخوة فالأفضل أن يجعل له فيها شق خشية الانهيار وهو أن يحفر في قعرها مثل النهر ويبني جانباه بلبن أو غيره غير ما مسته النار ويجعل الميت بينهما ويندب رش القبر بماء بارد تفاؤلا ببرودة المضجع ولا بأس بقليل من ماء الورد لأن الملائكة تحب الرائحة الطيبة ويكره أن يجعل له فرش ومخدة وصندوق لم يحتج إليه لأن في ذلك إضاعة مال ومحل الكراهة ما لم يكن من مال محجور عليه وإلا حرم
ومن خصوصيات الأنبياء جواز الفرش لهم في قبورهم بلا كراهة لأنهم أحياء في القبور أما إذا احتيج إلى الصندوق لنداوة أو نحوها فلا يكره ولا تنفذ وصيته به إلا حينئذ ويدخل من قبل رأسه برفق ويقال عند إدخاله اللهم افتح أبواب السماء لروحه وأكرم منزله ووسع له في قبره لما في ذلك من الثمرة العظيمة
ويقول الذي يلحده باسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أسلمه إليك الأشخاص من والده وأهله وقرابته وإخوانه وفارق من كان يحب قربه وخرج من سعة الدنيا والحياة إلى ظلمة القبر وضيقه ونزل بك وأنت غير منزل به إن عاقبته فبذنب وإن عفوت عنه فأنت أهل العفو أنت غني عن عذابه وهو فقير إلى رحمتك اللهم اشكر حسنته واغفر سيئته وأعذه من عذاب القبر واجمع له برحمتك الأمن من عذابك واكفه كل هول دون الجنة اللهم اجعله في الفائزين وارفعه في عليين وعد عليه بفضل رحمتك يا أرحم الراحمين
وإذا حثا عليه التراب يقول في الأولى {منها خلقناكم} 20 طه الآية 55
وفي الثانية {وفيها نعيدكم} 20 طه الآية 55
وفي الثالثة {ومنها نخرجكم تارة أخرى} 20 طه الآية 55 ويوضع الميت في اللحد أو غيره على جنبه وجوبا مستقبل القبلة بمقدم بدنه وجوبا فلو وجه لغيرها نبش ووجه إن لم يتغير وإلا فلا ينبش والأفضل أن يكون على اليمين ويكره على اليسار ولا ينبش لذلك ويندب أن يفضي بخده إلى الأرض وأن يسند وجهه ورجلاه إلى جدار القبر وظهره بنحو لبنة كحجر حتى لا ينكب ولا يستلقي ولا يكره دفنه بالليل مطلقا ولا وقت الكراهة إلا إذا تحراه فيكره كراهة تنزيه وتحرم إهالة التراب عليه فلا بد من سد اللحد أو الشق بعد إضجاع الميت فيه ثم إهالة التراب فإذا سوي عليه قبره دعا له شخص من الحاضرين يقول اللهم عبدك رد إليك فارأف به وارحمه اللهم جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وتقبله منك بقبول حسن اللهم إن كان محسنا فضاعف له في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه
ويسن أن يقف جماعة بعد دفنه عند قبره ساعة يسألون له التثبيت
(و) إن كانت الأرض مملوكة أو مباحة كالموات (كره بناء له) أي القبر (أو عليه) أو تجصيصه أي تبييضه بالنورة البيضاء ولا بأس بتطيينه وتكره الكتابة عليه سواء كتب اسم صاحبه أو غيره نعم إن كتب اسم صاحبه ونسبه بقصد أن يعرف فيزار فلا كراهة بشرط الاقتصار على قدر
Página 154