Nihayat al-Matalib fi Dirayat al-Madhhab

Al-Juwayni d. 478 AH
59

Nihayat al-Matalib fi Dirayat al-Madhhab

نهاية المطلب في دراية المذهب

Investigador

عبد العظيم محمود الدّيب

Editorial

دار المنهاج

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1328 AH

Ubicación del editor

جدة

Géneros

Fiqh Shafi'i
¬في أكثر من موقع، ولا سيما في كتابه (الغياثي)، واستقبلناها بالغرابة والإنكار، وهو ما جعل سلفنا ﵃ يحذرون من أخذ أقوال المتعاصرين بعضهم في بعض! ويبدو أن هذا الإمام الفذ -مع عقله الكبير- كان حار العاطفة، حاد المزاج، فلا يبعد أن تغلبه -مثل كثير من العظماء- حدة الطبع، فتدفعه إلى المبالغة في المدح إذا مدح، وإلى الإسراف في النقد إذا نقد، وهذا يؤكد أن الإنسان هو الإنسان، وإن بلغ في العلم والفضل ما بلغ، وقد قال الشاعر قديمًا: من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط؟! ومهما يكن الأمر، فحسنات الرجل أكثر، وفضائله أغزر، ومكارمه أكبر، والله أعلم بالسرائر، وفي الحديث الذي استدل به الشافعية: "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" (١) وفي رواية: "لم ينجسه شيء" (٢) فكيف إذا كان بحرًا زاخرًا؟ غفر الله لإمام الحرمين وجزاه خيرًا عما قدم لدينه وأمته. ٣ - المحقق وأما المحقق، فهو الأخ الصديق الصدوق: الأستاذ الدكتور عبد العظيم محمود الديب، الذي أعرفه منذ كان طالبًا في القسم الابتدائي بمعهد طنطا الديني (٣)، وتربطني به منذ ذلك الزمن صلة وثيقة، لم تزدها الأيام إلا قوة، وإن كان يصغرني ببضع سنوات.

(١) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وغيرهم عن ابن عمر. وذكره في صحيح الجامع الصحيح (٤١٦). (٢) رواه ابن ماجه عن ابن عمر. المصدر السابق (٤١٧). (٣) عرفني به صديقي وصديقه وبلديّه أخي الحبيب محمد الدمرداش سليمان مراد، رفيقي في المسكن والدراسة والدعوة والمعتقل، والذي وافته المنية في ريعان شبابه في صيف ١٩٦٢ عليه رحمة الله ورضوانه، وقد كنا مجموعة من الشباب الأزهري المسلم، تلاقت على الدعوة الإسلامية أفكارهم، وتحابت قلوبهم، واتحدت غاياتهم، واتضحت مناهجهم، منهم: أحمد العسال، ومحمد السيد الوزير، ومحمد الصفطاوي، وآخرون من المتميزين، منهم من قضى نحبه ومنهم من يتتظر، وما بدلوا تبديلًا.

المقدمة / 58