305

Nihaya Fi Gharib

النهاية في غريب الأثر

Investigador

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

Editorial

المكتبة العلمية - بيروت

Ubicación del editor

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

(جَنَفٍ)
(هـ س) فِيهِ «إِنَّا نَرُدُّ مِن جَنَفِ الظالِم مِثلَ مَا نَرُدُّ مِن جَنَفِ المُوصِي» الجَنَف: المَيْل والجَوْر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُروة «يُرَدّ مِن صَدَقة الجَانِف فِي مَرَضِه مَا يُرَدّ مِنْ وصِيَّة المُجْنِف عِندَ مَوْته» يُقَالُ: جَنَفَ وأَجْنَفَ: إِذَا مَال وجَار، فجمَع فِيهِ بَيْن اللُّغَتَين. وَقِيلَ الجَانِف: يَخْتصُّ بالوَصِيَّة، والمُجْنِف المَائِل عَنِ الحقِّ.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ ﵁ «وَقَدْ أفْطَر الناسُ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ ظَهَرت الشمسُ فَقَالَ:
نَقْضِيه، مَا تَجَانَفْنَا فِيهِ لإثْمٍ» أَيْ لَمْ نمِلْ فِيهِ لارْتِكاب الإثْمِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ.
وَفِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ ذكْر «جَنْفَاء» هِيَ بِفَتْحِ الْجِيمِ وسُكُون النُّون والمدِّ: مَاءٌ مِن مِيَاهِ بَنِي فَزارَة.
(جَنَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «أَنَّهُ نَصَبَ عَلَى البَيْتِ مِنْجَنِيقَين، وَوكَّل بهمَا جَانِقَيْن، فَقَالَ أحَدُ الجَانِقَيْن عنْد رَمْيِه:
خَطَّارَةٌ كَالجَمَل الفَنِيقِ ... أعْدَدْتُهَا لِلْمَسْجِد الْعَتِيقِ
الجَانِق: الَّذِي يُدَبِّر المَنْجَنِيق ويَرْمِي عَنْها، وتُفْتَح الْمِيمُ وتُكْسر، وَهِيَ وَالنُّونُ الْأُولَى زَائِدَتَانِ فِي قَولٍ، لِقَوْلِهم جَنَقَ يَجْنِق إِذَا رمَى. وَقِيلَ الْمِيمُ أَصْلِيَّةٌ لِجَمْعِه عَلَى مَجَانِيق. وَقِيلَ هُوَ أَعْجَمِيٌّ مُعَرّب، والمَنْجَنِيق مُؤنَّثَة.
(جَنَنَ)
- فِيهِ ذِكْرُ «الجَنَّة» فِي غَيْرِ مَوْضع. الجَنَّة: هِيَ دَارُ النَّعِيم فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ، مِنَ الاجْتِنَان وَهُوَ السّتْر، لِتَكَاثُفِ أَشْجَارِهَا وتَظْلِيلِها بالْتِفَافِ أغْصَانِهَا. وسُمّيَتْ بالجَنَّة وَهِيَ المَرّة الواحِدة مِنْ مَصْدَر جَنَّه جَنًّا إِذَا سَتَره، فكأنَّها سَتْرةٌ واحِدة؛ لِشدّة الْتِفَافها وإظْلاَلِهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ»
أَيْ سَتَره، وَبِهِ سُمَي الجِنُّ لاسْتِتارهم واخْتِفَائِهم عَنِ الْأَبْصَارِ، وَمِنْهُ سُمَي الجَنِينُ لاسْتِتَارِه فِي بَطْن أمِّه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَلِيَ دَفْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وإِجْنَانَه عليٌّ والعبَّاسُ» أَيْ دَفْنَه وستْره. ويُقال للقَبْر الجَنَن، ويُجْمَع على أَجْنَان.

1 / 307