236

Nihaya Fi Gharib

النهاية في غريب الأثر

Investigador

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

Editorial

المكتبة العلمية - بيروت

Ubicación del editor

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

أَلَّا تُعْشَرُوا، وَلَا تُحْشَرُوا، وَلَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَيْسَ فِيهِ رُكُوعٌ» أَصْلُ التَّجْبِيَة: أَنْ يَقُومَ الْإِنْسَانُ قِيَامَ الرَّاكِعِ. وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَضَع يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْه وَهُوَ قَائِمٌ. وَقِيلَ: هُوَ السُّجود. وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِمْ لَا يُجَبُّوا أَنَّهُمْ لَا يُصَلُّون. وَلَفْظُ الْحَدِيثِ يَدُلُّ عَلَى الرُّكُوعِ؛ لِقَوْلِهِ فِي جَوَابِهِمْ: وَلَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَيْسَ فِيهِ رُكُوعٌ، فسَمَّى الصَّلَاةَ رُكُوعًا، لأنَّه بَعْضها. وسُئل جَابِرٌ ﵁ عَنِ اشْتِراط ثَقِيفٍ أَنْ لَا صَدَقة عَلَيْهَا وَلَا جِهَادَ، فَقَالَ: عَلِم أَنَّهُمْ سَيَصَّدّقون ويُجاهِدُون إِذَا أسْلموا، وَلَمْ يُرَخِّص لَهُمْ فِي تَرْكِ الصَّلَاةِ لأنَّ وَقْتَهَا حاضرٌ مُتكَرّر، بِخِلَافِ وَقْتِ الزَّكَاةِ وَالْجِهَادِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ «أَنَّهُ ذَكَرَ الْقِيَامَةَ وَالنَّفْخَ فِي الصُّورِ، قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيُجَبُّون تَجْبِيَةَ رجُل وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ» . وَحَدِيثُ الرؤيا «فإذ أَنَا بِتَلٍّ أَسْوَدَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مُجَبُّون يُنْفَخُ فِي أدْبارِهم بِالنَّارِ» . (س) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ ﵁ «كَانَتْ الْيَهُودُ تَقُولُ: إِذَا نكَح الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ مُجَبِّيَةً جَاءَ الْوَلَدُ أحْول» أَيْ مُنكَبَّة عَلَى وجْهِها، تَشْبِيها بهيْئة السُّجُودِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَجْتَبُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهما» الاجْتِبَاء افْتِعَالٌ، مِنَ الْجِباية، وَهُوَ اسْتِخراج الْأَمْوَالِ مِنْ مَظَانِّها. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَعْدٍ ﵁ «نَبَطِيٌّ فِي جِبْوَتِهِ» الجِبْوَة والجِبْيَة: الْحَالَةُ مِنْ جَبْيِ الْخَرَاجِ واسْتِيفَائه. وَفِيهِ «أَنَّهُ اجْتَبَاهُ لنَفْسه» أَيِ اخْتَاره واصْطَفاه. (هـ) وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ ﵂ «قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَيْتٌ فِي الجَنّة مِنْ قَصَبٍ؟ قَالَ: هُوَ بَيْتٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَبَّأة» فسَّره ابْنُ وهْب فَقَالَ: مُجَبَّأة أَيْ مُجَوَّفة. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا لَا يَسْتَقِيمُ، إِلَّا أنْ يُجْعَل مِنَ المقْلوب فَيَكُونَ مُجَوَّبَة مِنَ الجَوْب وَهُوَ القَطْع. وَقِيلَ هُوَ مِنَ الجَوْب، وَهُوَ نَقِيرٌ يَجْتمع فِيهِ الْمَاءُ. بَابُ الْجِيمِ مع الثاء (جثث) - فِي حَدِيثِ بَدْء الْوَحْيِ «فرفَعْت رَأْسِي فَإِذَا الملَك الَّذِي جَاءني بِحراء فَجُثِثْتُ

1 / 238