142

Nihaya Fi Gharib

النهاية في غريب الأثر

Investigador

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

Editorial

المكتبة العلمية - بيروت

Ubicación del editor

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

ومنه الحديث «فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا» أَيْ إِنْ أطعْنكم فَلَا يَبْقَى لَكُمْ عَلَيْهِنَّ طَرِيقٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ بَغْيًا وجَوْرا. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «قَالَ لرجُل: أَنَا أُبْغِضُك، قَالَ لِمَ؟ قَالَ لِأَنَّكَ تَبْغِي فِي أذَانك» أَرَادَ التَّطْرِيب فِيهِ والتَمدِيد، مِنْ تَجاوُز الْحَدِّ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ «أَقَامَ شَهْرًا يُداوِي جَرْحَه فدَمَل عَلَى بَغْيٍ وَلَا يَدْرِي بِهِ» أَيْ عَلَى فَسَادٍ. وَفِيهِ «امْرَأَةٌ بَغِيّ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ فِي كَلْب» أَيْ فاجِرة، وجمعُها البَغَايَا. وَيُقَالُ للأمَة بَغِيّ وَإِنْ لَمْ يُرِدْ بِهِ الذَّمُّ، وَإِنْ كَانَ فِي الْأَصْلِ ذَمًّا. يُقَالُ بَغَتِ الْمَرْأَةُ تَبْغِي بِغَاءً- بِالْكَسْرِ- إِذَا زنَتْ، فَهِيَ بَغِيّ، جَعَلُوا البِغَاء عَلَى زِنَةِ العُيوب، كَالْحِرَانِ والشِّرَاد، لِأَنَّ الزّنَا عيْب. (هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ مَرَّ برَجُل يَقْطع سَمُرًا بالبادية فقال: رعيت بَغْوَتَهَا وبرمتها وحلبتها وبَلّتَها وفَتْلَتَها ثُمَّ تَقْطعُها؟» قَالَ الْقُتَيْبِيُّ: يَرويه أَصْحَابُ الْحَدِيثِ: مَعْوَتها، وَذَلِكَ غلطٌ؛ لِأَنَّ المَعْوة البُسْرةُ الَّتِي جَرى فِيهَا الإرْطاب، وَالصَّوَابُ بَغْوَتها، وَهِيَ ثَمرة السَّمُر أوّلَ مَا تَخْرج، ثُمَّ تَصِيرُ بَعْدَ ذَلِكَ بَرَمَة، ثُمَّ بَلَّة، ثُمَّ فَتْلَةً. وَفِي حَدِيثِ النَّخَعِيِّ «أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بنَ المهاجِر جُعِل عَلَى بَيْتِ الرِّزْقِ فَقَالَ النَّخَعِيُّ: مَا بُغِيَ لَهُ» أَيْ مَا خِيرَ لَهُ. بَابُ الْبَاءِ مَعَ الْقَافِ (بَقَرَ) (هـ) فِيهِ «نَهى عَنِ التَّبَقُّر فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ» هُوَ الكَثْرة والسّعَة. والبَقْر: الشَّق والتَّوسعة. وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ فِتْنَة بَاقِرَة تَدَع الْحَلِيمَ حَيْران» أَيْ وَاسِعَةٌ عَظِيمَةٌ. (هـ) وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ حِينَ أقْبَلَت الفِتنةُ بَعْدَ مَقْتل عُثْمَانَ «إِنَّ هَذِهِ لفِتنةٌ بَاقِرَة كَدَاءِ البَطْن

1 / 144