14

Nicmat Dharica

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

Investigador

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

Editorial

دار المسير

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Ubicación del editor

الرياض

هَذَا إِلَى أَمر رَسُول الله ﷺ وإذنه فِي ذَلِك ثمَّ قَالَ قَالَ الله تَعَالَى ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ فنزه ﴿وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾ فَشبه قَالَ تَعَالَى ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ فَشبه وثنى ﴿وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾ فنزه وأفرد أَقُول هَذَا بِنَاء مِنْهُ على أَن اللَّام فِي السَّمِيع الْبَصِير للْجِنْس بِمُقْتَضى قَاعِدَته الخبيثة وَإِنَّمَا هِيَ عِنْد أهل الْحق لكَمَال الْحَقِيقَة فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ هُوَ الْكَامِل فِي أَوْصَافه الَّتِي وصف بهَا نَفسه مِمَّا يُوصف بهَا غَيره فَهِيَ فِي غَيره كلا شَيْء بنسبتها إِلَيْهِ كَمَا أَن وجودهم كلا شَيْء بِالنِّسْبَةِ إِلَى وجوده حَيْثُ قَالَ سُبْحَانَهُ ﴿كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه﴾ وَمرَاده بالتنزيه والتشبيه فِي كَلَامه الأول من حَيْثُ الْمَعْنى وَفِي كَلَامه الثَّانِي من حَيْثُ اللَّفْظ حَيْثُ أثبت الْمثل فِي كمثله وأفرد بِإِدْخَال الْحصْر الْمُسْتَفَاد من اللَّام فِي السَّمِيع الْبَصِير وَهُوَ من الْإِلْحَاد وَسَيَأْتِي لرده تَحْقِيق إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ قَالَ لَو أَن نوحًا جمع لِقَوْمِهِ بَين الدعوتين لأجابوه إِلَى آخر مَا قَالَ أَقُول كَأَن نوحًا ﵇ كَانَ جَاهِلا بطرِيق الدعْوَة إِلَى الله تَعَالَى وعلمتها أَنْت أَيهَا الضال المضل وَالله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته فَالله تَعَالَى يجازيك على مَا قدحت فِي أنبيائه وَرُسُله الرَّاجِع إِلَى الْقدح فِيهِ بِمُقْتَضى الْآيَة الْمَذْكُورَة

1 / 44