من جيرانه وقال له : بينى وبين المولى الجوار ، فتعطف على عبدك ورق له. فقال له: الجوار للحيطان والتعطف إنما يكون للنسوان، والرقه خور وضعف في النفس. ولم يأمر له يفلس .
وعزل المتوكل أحمد بن أبي دؤاد عن القضاء وأخذ جميع أمواله ودياره وضياعه بعد ما فلج وولى يحيي بن أكم.
قتله محمد ولده بسر من رأى ليلة الأربعاء رابع شوال سنة سبع وأربعين ومائتين (862 م) وهو على خلوة مع وزيره ، وأمر الله سابق في تقديره ، فابتدره باغر التركى فضربه على كتفه وأذنه فقدهما ،فقام وزيره الفتح بن خاقان في وجهه ووحوه الفوم ، وقال : وراء كم يا كلابافقال له بغا الصغير المعروف بالشرابي : ألا نسكتيا حلقي (1) ؟فرمى الفتح بنفسه على المتوكل، فاعتوره القوم بسيوفهم فقتلوهما معا وقطعوهما حتى اختلطت لحومهما فجزاه الله من صاحب صادق الصحبه خيرا.
ومن الاتفاق العحب أن المتوكل كان قد ذكر له سيف قاطع كان لملوك ممير (2) ، لا تكون مثله السيوف ولا مثل قيمته ووصفه بالقطع والحسن الذي هو به موصوف ، فيعث في طليه الى الحجاز والبمن وبلاد العجم حتى وجده بالبصرة فاشتراه بثلاثين الف درهم ، فعرض على جماعة حاشيته وكلهم يتمناه ويود لو حملته يمناه ! فقال بغا للمتوكل :لا لصلح هذا السيف إلا لساعد باغر ، ووهبه له دون غيره ، فأجرى الله إنفاذ قدره إلى أن كان ذلك من مقدر ضيره ، فقتل المتوكل به باغر فسبحان من قدره لا يتقدم ولا يستأخر .
Página 84