والذي كان ينصر ويؤيد في الحروب ، بريح الصيا وهي ذات الهبوب ، فهزمت ليلة الأحزاب جميع أعدائه وكانوا قد حاصروه في عدة ألوف ، فاقتلعت الخيام وأكفأت القدور وزحزحت جميع الصفوف ، ونصر بالرعب مسيرة شهر بين بديه ، ونزلت السكينه من الله عليه ، وانكسر سيف عكاشه بن محصن بوم بدر فأعطاه عرجونا أو عودا فصار بيده سيفا يومئذ يفرى الجماجم ، ويبري الاعضاد والبراجم ، وكذلك انقطع سيف عبد الله بن جحش يوم أحد فأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرجونة بخلة فصار في بده سيفأ يقال : إن ائمه منه . ولم يزل يتناول حتى بيع من بغاء التركى يمائتى دينار ، وهده معجزة قد يقيت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي واضحه المنار .
والذي خصه الله بالحوض والشفاعة ، وأخبر مما كان وما يكون الى يوم قيام الساعة . وهذا الحوض هو نهر الكوثر المفعم الملان ، الذي مساحته من بصرى إلى شمان ، أو من صنعاء الى عمان ، وماؤه أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل ي المذاق ، وأباريقه على عدد بجوم السماء ذوات الاشراق .
والذي زوى الله له الأرض فأراه مشارقها ومغاربها، وأعطاه كنوزها ومطالبها، وأخبره-جل وعلا- أن ملك أمته سيبلغ ما زوي له منها ، ولني ربه-جلت قدرته- وهو معرض إعراض الزاهد عنها ، وقبض - صلى الله عليه وسلم- لعد أن خره الله في الدنيا فاختار لقاء ربه ، لرغبته فيما لديه وحبه ، فجمع الله له بين ملك الدارين : الدنيا والاخرة ، وأسبغ عليه جزيل النعمتين : الباطنة والظاهرة ، وكسر بدعوته شوكة الا كاسرة ، وجبر الدين وقصم ظهور الجبابرة ، ففشت دعوته في المشارق والمغارب كما وعد وشاعت ، وأخبر عن الله -عز وجل -أنه بستخلف في أرضه من امن به، فكان ذلك كذلك . وهذه معحره راعب ، فتتحتت الله اصحانه واهل بيته من بعده فسسمعت الامه هم واطاعت ، فكانوا
Página 57