يدي الروح الامين إليه . أعجز الانس والجن حين بحد اهم برهانه ، وأعجب الجن لما سمعوه منه ببانه ، فيه تبيان كل شيء وتفصله ، وبرهان كل مشكل ودليله ، قد فصلت آياته يتقديس وتوحيد ، ووعد ووعيد . وحكم وإحكام ، ونقض وابرام ، وقصص وأخبار ، وسير وأسرار ، والحض على العمل الذي هو سبب دخول الجنه ، والتحدير من العمل الذي هو سبب دخول النار ، فهو حر لا تفنى عجائيه ، ولا تنفد غرائيه .
والذي بشرت به الانبياء ، وهتف (1) يميعثه الكهان ، وقام على صدقه البرهان ، ورد الله ببركته عن مكة الفيل ، وأرسل على الملك الذي جاء به وعلى صحابه طيرا أبابيل .
والذى خمدت ليلة مولده نار فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بالف عام ، وكانت نعبدها المجوس كعبادة الكفار للاوثان والاصنام . ورأت أمه حين ولدته نورا أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام . وإنشق أيوان كسرى ، وسقطت منه أربع عشرة شرقة ، وهو القصر الاييض الباهر بحسنه أبصار المبصرين ، ويزلت الملائكة من الافق المبين ، ورجمت بالشهب جميع الشياطين ، وغاضت تحيرة ساوة وذهب ماؤها المعين ، وفاض وادى السماوة ، ايه حصل بها لمن خامره لشك اليقين .
والذي تظلله ظلل الغمام ، وتخاطبه الهم بفصيح الكلام ، وتسلم عليه بالنيوة لاحجار ، وتسجد له الاشحار ، ويدعو الشجر فيابي إليه ، ثم يأمره بالرحوع
Página 55