ولما وحلت في طلب العلم الى البلدان ، من بلاد بنى عبد شمس إلى بلاد بى عبد المدان ، ودخلت خراسان ، وعاينت ملك بنى ساسان ، وسلكت على إقليم طوس إلى مدينه طابران ، وقصدت الراوية باسفرايين وابحدرت الى جرجان ، وركبت البحر الى بلاد مازندران ، وقرأت بمدينة آمل وهي طبرستان، قاعدة ملك الأرض كلها الضحاك الذي عاش ألف سنة في عدوان وطغيان ، الى أن قتله الملك لعظيم أفريدون بن افقيان .
ووصلت بلاد قهستان إلى ساوة ، إلى اوة إلى مدينة قم ، الى قاسان ، الى المدينة الكبرى أصبهان ، موضع عبادة النيران ، ومراقية القران ، والكفر بالرحمن ، في أول الزمان. وعبرت منها إلى اصطخر قاعدة النى سليمان، وأخذت من طريق خوزستان ، الى طريق حلوان ، وقاسيت من الغربة اصناف الالوان ، ومررت على مدائن كسرى أنو شروان ، وزرت بها قبر صاحب الني - صلى الله عليه وسلم الزاهد العايد المعم رسلمان ، وأعملت منها السير والاغذاذ الى مدينة بغداذ ، فنظرت اليها معالم وربوعا ، وأقمت بها مرة عاما ومرة أسبوعا وأسبوعا ، وأنا أبدىء في ندائهم وأعبد ، والترب قد علا على منازلهم والصعيد، وأسأل عن الخلفاء الماضين وأنشد ، ولسان الحال بجاوبنى وينشد :
يا سائل الدار عن أناس
بيس لهم بحوها معاد
مرت كما مرت اللبالي
أين جديس وأيين عاد*
بل أين أبو البشر ادم الذي خلقه بيده الكبير المتعال؟ أين الا نبياء من ولده والارسال ، أهل النبوة والرسالة، والوحى من الله ذي الجلالة * أين سيدهم محمد الذي فضله عليهم ذو العزة والجلال ، وجعله شفيعهم مع أمته والناس في شدائد لأهوال
Página 163