ثم صارت الخلافة الى ابنه المقتدى بأمر الله في القاسم عبد الله بن ذخيرة الدين أبي القاسم محمد بن القائم بأمر الله أبي جعفر عبد الله، فلم يكن له من الامر إلا الاسم لا يتعدى حكمه بابه ولا يتحاوز جنايه، وكان في صورة الامر وهو مأمور ، وفي حلية المستولي على الأمر وهو مغلوب مقهور ، وكانت له صرامة وشهامة ولم يكن له أعوان على ذلك تذب عنه ، بل كانت له دعوة مجاية قد جربت منه .
وذلك أن السلطان حلال الدولة أبا الفتح ملك شاه بن عضد الدولة أبي شجاع السلجوقي وهو محمد بن ألب ارسلان بن داود بن ميكائيل بن سلحوق ، وكان بخطب له من أقصى بلاد الترك إلى بلاد المن ، راسله وقال : لا يد أن تنزل على بغداد ويخرج إلى أي البلاد شئت. فراسله في الجواب: أمهلني عشر أيام . فلما كان في اليوم العاشر من هده الرسالة مات جلال الدولة في النصف من شوال سنه خمس ويمانين وأربعمائة ، وعمره (2) سبع وثلاثون سنه وخمسة أشهر .
ومدة مملكته (2) تسع عشرة سنة وشهر. فسمته شمس النهار القهرمانة ، فمات بعد ما تناول الطعام عشيه يوم الجمعة الخامس عشر من المحرم سنة سبع ويما نين وأربعمائة (1094 م) ، فكتمت شمس النهار أمر موته ثلاثة أيام مم ظهر يوم الثلاثاء العاشر من محرم وفيها مات المستنصر صاحب مصر2)، فكانت
Página 144