وكانت الديالمة (1) قد عظم أمرها وتفاقم ، وكبر قدرها وتعاظم . وذلك باسناد الباطنية اليهم ، وإفساد الاعتقادات عليهم . لانهم أدخلوهم في تلك الاعتقادات الفاسدة ، واسمالو هم بزخارفهم المائلة عن ملة الاسلام والحائدة ، واستعملوا لهم تلك الاستدراجات التي تعطل الشرائع ، وتفتح أبواب الذرائع ، وتبعهم على ذلك المنحمون القائلون بتأثيرات الأفلاك ، والزنادقة والرافضة المعطلة من الدين كل ملاك ، وعظمت شوكتهم وكبرت ، واتسعت دائرتهم وانتشرت ، واجتمع منهم ما يزيد على الاحصاء عددأ ، وما يملا القلوب والأسماع عددا .
وخشى على موضع الخلافة والمسلمين، ودخول الطمع على أولياء الدين ، حتى خرج اليهم يمين الدولة السلطان أبو القاسم محمود بن سكتكين (2) ، فأمكنه الله من رقابهم ، واستولى على مدنهم وحيالهم وشعابهم ، وسلط السيف عليهم ومكنه ، وهدأ الله به ذلك الامر وسكنه .
فصلب من الباطنية والرافضة والزنادقة والمعنزلة الاعيان ، ويحدق الى مرا كز مصارعهم في بلد الري العبان .
وأحرقت الكتب التى بباطلهم ألفوها ، والمحموعات التى بكفرهم صنفوها، فكان لها يحت خشب المصلبين تأجج والتهاب ، وذلك مما أعان أولياء دينه عليه العزيز الوهاب .
Página 128