وسنه يوم ولى يمان وأربعون سنة(1) ولم يل الخلافة أكبر سنا منه ، ولا ولي الخلافة من أبوه حي غير أبي بكر الصديق - رضى الله عنه-والطائع لله وكلاهما يكنى أبا ككر. ومات بعده سكتكين (1) يليلة .
ولما ملك عضد الدولة بن بويه(2) بغداد ،وهزم الاتراك عنها، أصعد الطائع معهم إلى تكريت ، فلم يخطب ببغداد مدة شهرين لخليفة حتى توسط قاضي القضاة بن معروف بينه وبين عضد الدولة ، ففوض اليه الطائع المملكة ، وحمل اليه ابن ويه أمولا كثيرة.
وكان الطائع لله أكرم أهل زمانه .
وصورته مع النحار قد سارت بها الركيان ويحدث بها الرجال والنسوان . وذلك أن الطائع لله كان في داره أيل عظيم يقتل بقرنيه الدواب والبغال ، ولا يتمكن أحد من مقاربته ، فاجتاز الطائع لله يوما في بعض البساتين ، فراه وقد شق راوية ، فقال للخدم : أمسكوه . فسعوا وراءه حتى الجأوه إلى مضيق ، وبادر الطائع لله فأمسك قرنيه بيده ، فلم يمكنه أن يخلصها من الطائع ، لقوة عظيمة ركبها الله فيه .
واستدعى أحد النحارين ، فاحضر بين يديه ، فقال له :ركب المنشار عليها. ففعل ، فلما يقيتا على يسير قطعها الطائع بيده وهرب الأبل على وجهه ، وسقطت
Página 126