بنقيضته.
نقيضة تثمله من أول الرجل الشرقي الكامن فيه يسحره البنطلون الطويل والقصير والبنطلون الأقصر الساخن، يسحره المايوه ترتديه أنثى بيضاء، ذات جسد وكأنما عبقري المقاييس، تلبس قبقاب الزحلقة على العجلات، وبرقصات باليرينا تتأرجح وسط الشارع الخامس والسادس والثالث. تتراقص ذات اليمين وذات اليسار، تتمايل مع موسيقى لا يسمعها أحد، فهي تتلقاها من راديو ترانزستور خفي لا تظهر منه سوى سماعات ستريو فونيك تضعها فوق أذنيها، تمنع عنها ضجيج الشارع وتسري بموسيقاها خلال «القد الملبني المياس»، فترى أنت المار أو الواقف الموسيقي، تراها معزوفة فوق الجسد ذي المايوه والقبقاب الراقص، تراها واقفا فتسير، وسائرا فتقف؛ فالجسد الراقص قد تحول إلى إشارات مرور حمراء وصفراء وخضراء توقف المرور وتسير المرور، وتوقف شعر الرأس وتدير الرأس، ويل للأعين وهي ترى السيقان تتباعد لتعود تنحسر وتضيق، تراها تتقدم باليمين وتتأخر باليسار، ويميل الجذع إلى الأمام ليعود يتقوس إلى الخلف ليتقوس العالم حتى لا تفوته انحناءة من انحناءات قوس الجسد.
وبكامل خوفه ورغبته فتح الباب، ودخلت.)
هي :
أممكن أن أخلع معطفي؟! (حتى لو كانت قاتلة، وسلطوها عليك لتقتلك، أليس هناك ميتة أبدع وأروع من هذه؟ هذا إذا كنت ستموت، والتي أمامك ليست قاتلة، بل هي فيما يبدو طالبة هوى مهما كان الثمن.
ولكن ما أنت متأكد منه تماما أنها قد تقتلك وقد تفعل أي شيء، ولكن المحال المحال أن تنالك كرجل، فهذا هو الأبشع من الموت قتلا أو ذبحا.
يتأملها بعيون مليئة بألف احتمال.)
هو :
إذن أنت لا تزالين مصرة؟!
هي :
Página desconocida